باسل سماقية.. هل يكون رجل المرحلة القادمة لنظام الأسد في مصر؟


من هو باسل سماقية؟

هو محمد  باسل رضوان سماقية، رجل أعمال سوري مقيم في مصر منذ ثمانينات القرن الماضي، من مواليد مدينة حلب عام 1971، ليس له أي استثمارات في سوريا، واستثماراته في مصر فقط.

مجال عمله
 
ينحدر سماقية من عائلة عريقة في مجال صناعة الغزل والنسيج والملابس القطنية، وقد ورث مهنته عن والده الذي بدأ عمله بها من حلب، ومن ثم لبنان، وبعد ذلك انتقل إلى مصر في الثمانينات.

وقد كان باسل سماقية يعمل مع والده وشقيقه في شركة واحدة إلى أن تم الانفصال بينهم بسبب خلافات عديدة مع مطلع الألفية الجديدة. وأسس باسل شركة "قطونيل"، فيما أسس والده رضوان، وأخوه أحمد، شركة "الامبراطور".

ومعاً، يسيطرون على معظم السوق المصري عبر محلات ومنافذ بيع عددها بالعشرات في مختلف المحافظات المصرية. ويعمل لديهم آلاف العمال. ومنتجات الشركتين يتم تصديرها إلى معظم الأسواق العالمية، حيث تعمل الشركتان على أحدث الآلات الأوربية والألمانية، كما أن إنتاجهم المتطور يتم وفق المعايير الأوروبية الدقيقة.

سماقية يثير غضب السوريين والمصريين معاً

دخلت مجموعة "قطونيل" للألبسة الداخلية موسوعة غينيس للأرقام القياسية  العالمية في شهر آذار/مارس الماضي، عبر تصنيعها أكبر بوكسر (شورت) في العالم، وأطول فانيلة داخلية رجالي، مصنوعتين من القطن الخالص، حيث سُجل الرقم كإنجاز مصري بدعاية حملت عنوان "أكبر بوكسر في العالم بيتكلم مصري كمان"، مما أثار حفيظة مئات آلاف المصريين تجاه الشركة التي اعتبرت ما فعلته إنجازاً، فيما اعتبره مصريون كُثر، إهانة لهم، أن يرتبط البوكسر باسم مصر ويُعتبر إنجازاً.
 
كما أثار باسل سماقية غضب كثير من السوريين أيضاً بعد انتشار صور زفافه على امرأة دمشقية، تدعى "زينة" (ابنة رجل أعمال يدعى أسعد وتار). إذ تم عقد القران في فندق "فورسيزونز" بالقاهرة، وسط أجواء مترفة، وتكلفة توقع البعض وصولها إلى نصف مليون دولار، حضره وزير السياحة في نظام الأسد بشر يازجي.

 باسل سماقية الذي صرف هذا المبلغ الكبير على زفافه، لم يقدم أية مساندة أو دعم للاجئين السوريين عامة، وفي مصر خاصة، حسب ما يُشاع.

محطات هامة في حياة سماقية في مصر
 
باسل سماقية، وعبر شركة "قطونيل"، يُعتبر من أكبر المتبرعين الأجانب لصندوق "تحيا مصر". وبعدها بدأ نجمه بالصعود. وفي عام 2016  صرح  خلال برنامج "هنا العاصمة"، وقناة "سي بي سي" المصرية، عن تأييده لمشروع قانون منح جنسية للمستثمرين الأجانب في مصر مقابل وضع وديعة بالدولار الأمريكي في البنك، مشيراً إلى أن أولاده الأربعة ولدوا في القاهرة، لكنهم لم  يحصلوا على الجنسية المصرية، مؤكداً أن أبناءه يشعرون بالغربة متمنياً إقرار القانون.

في عام 2017 بدأ "سماقية" صاحب شركة "قطونيل"، رحلة السيطرة على شركة النصر لصناعة الملابس والمنسوجات، "كابو"  الحكومية، بثمن بخس، "335 مليون جنيه مصري، حوالي 19 مليون دولار". يساوي تقريباً سعر السهم زمن الاكتتاب منذ تدشين الشركة عام 1940، إيذاناً بتصفيتها لصالح شركته وبدء مشوار تسريح العمال، والسطو على الأراضي التي تقدر وحدها بمليار ونصف جنيه، واحتكار سوق المنسوجات القطنية المصرية للملابس الداخلية.

محمود العسقلاني، رئيس جمعية "مواطنون ضد الغلاء" المصرية؛ تقدم ببلاغ لرئيس جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، ضد سماقية، الذي يستحوذ على شركة منافسة في نفس الصناعة؛ ما يترتب عليه احتكار سوق الملابس القطنية، لافتاً إلى أن ذلك يتم بمساعدة موظفين فاسدين، بشركة النصر لصناعة الملابس والمنسوجات "كابو"، خاصة وأن والده يملك شركة "الإمبراطور" لصناعة الملابس القطنية؛ ما يعظم الحصة الاحتكارية لعائلة المستثمر السوري سماقية، ويغري بارتكاب ممارسات احتكارية ضارة بمصالح المستهلكين.

دور سماقية في دعم نظام الأسد.. "رجل المرحلة القادمة في مصر"

على الرغم من أن باسل سماقية لم يعش في سوريا لفترة طويلة، وليس لديه فيها أية استثمارات، إلا أنه ومع انطلاق الثورة السورية انحاز لجانب نظام الأسد، وقام بدور في تلميع صورة نظام الأسد وتغطية مصاريف حفلات وفعاليات تنظمها السفارة السورية في مصر، والقيام بدور العلاقات العامة له عبر تدرجه في عدة مناصب بدأها بنائب لرئيس تجمع رجال الأعمال السوريين في مصر، والذي يرأسه "خلدون الموقع"، ومن بعدها انتقل إلى تأسيس جمعية المستثمرين السوريين في مصر عام 2016 كعضو مؤسس وصاحب القرار الرئيسي فيها.

هذه الجمعية بدأت تأخذ دور تجمع رجال الأعمال السابق، بعد اتهامات وجهت لرئيسه "خلدون الموقع" بتوطين رؤوس الأموال السورية في مصر عبر مشروع المدينة الصناعية للسوريين في مصر، وبدأ بعدها دور "الموقع" بالانحسار لصالح سماقية الذي يحظى بدعم لا محدود من السفارة السورية في مصر، ومن الإعلام المصري الخاص، عبر تنظيم زيارات لوفود رجال أعمال مصريين إلى سوريا، للمساهمة بما يسمى بـ "إعادة الإعمار".

رجل المرحلة القادمة للنظام السوري في مصر، على ما يبدو، سيكون باسل سماقية، بمباركة سفارة نظام الأسد بالقاهرة، بعد أن عقد في بداية عام 2018 اجتماعاً برعاية السفارة السورية في مصر، وحضور السفير رياض سنيح لاجتماع في الفيلا الخاص بسماقية في القاهرة والذي ضم 150 رجل أعمال سوري، ألقى خلالها السفير سنيح كلمة توجيهية لتأسيس جالية سورية في مصر تابعة للنظام السوري بهدف الهيمنة على السوريين في مصر وخطابهم الإعلامي والمؤسسات التي تعمل معهم تمهيداً لأي انتخابات أو أي استفتاء قادم للسوريين في دول الاغتراب واللجوء.

 رُخصت هذه الجالية تحت مسمى "رابطة المغتربين العرب السوريين في مصر"، وستبدأ تمارس أنشطتها قريباً للسيطرة على الشارع السوري في مصر وقراره.

ترك تعليق

التعليق