خففت من تكاليف العلاج ومشاق السفر.. أجهزة متطورة في بعض المشافي الميدانية بدرعا


أسهم تزويد بعض المشافي الميدانية في مناطق درعا المحررة، بأجهزة طبية حديثة، وصيانة المتوقف منها، في تخفيف الأعباء المادية عن كاهل المرضى وذويهم، وخلصهم من مشقة السفر إلى مناطق النظام والأردن طلباً للعلاج.

وأشارت مصادر طبية في المحافظة إلى أن التحسن الطفيف الذي طرأ على خدمات المشافي الميدانية في المناطق المحررة مؤخراً، نتيجة تزويد بعضها بالأجهزة المتطورة، كالطبقي المحوري، وأجهزة غسل الكلى، وافتتاح مركز لعلاج مرضى السرطان في بلدة "تل شهاب"، حسن من الأوضاع الصحية لبعض المرضى، ولاقى استحسان سكان المناطق المحررة وخفف من بعض معاناتهم.

وأكدت المصادر، أن المشافي الميدانية في المناطق المحررة، وعلى الرغم من تزويدها ببعض الأجهزة الضرورية، إلا أنها مازالت تعاني من نقص حاد، في الكثير من المستلزمات والأجهزة الطبية، ولاسيما أجهزة الماموغراف لفحص سرطان الثدي، وأجهزة تفتيت حصيات المرارة، وأجهزة الايكو، وأجهزة التصوير الحديثة، إضافة إلى غياب الكثير من الأدوية والأمصال الخاصة بلدغات الأفاعي، ومرض الكلب، وأدوية التخدير والصادات الحيوية والاسعافية، وأدوية الأمراض المزمنة.

وأشارت المصادر إلى أن المشافي الميدانية تقدم كل الخدمات المتوفرة للمواطنين بشكل مجاني، كما أنها تقدم الأدوية المتوفرة في المشفى وفق احتياجات المرضى، الأمر الذي خفف من أعباء العلاج عن المرضى.

ولفتت المصادر، إلى أن افتتاح مركز لعلاج السرطان في مشفى تل شهاب نهاية شهر نيسان الماضي، من شأنه أن يخفف تكاليف العلاج الكبيرة عن مرضى السرطان، وأمراض الدم الأخرى.

وقالت المصادر: "إن المركز سيقدم بعض الفحوصات التشخيصية والعلاجية والجرعات الكيمائية مجاناً"، لافتة إلى أن هذه الجرعات كانت تكلف المرضى ما بين 100 و200 ألف ليرة سورية، وهو ماكان يعجز عن تأمينه غالبية المرضى.

وأضافت المصادر، أن من أهم الصعوبات التي تعاني منها المشافي الميدانية، هو النقص الكبير بعدد الأطباء المختصين، والفنيين الطبيين، ما يضطر إداراتها إلى إقامة دورات قصيرة الأمد لبعض الشباب ممن لديهم رغبة في العمل الطبي، وذلك لتلافي النقص الحاد في عدد الممرضين والممرضات.

وأشار محمد الغسان، 45 عاماً، وهو ممرض أكاديمي، إلى أن المشافي الميدانية، أصبحت تستعين ببعض الشباب الراغبين في العمل بهذا المجال ما وفر بعض فرص العمل لشريحة واسعة منهم، لافتاً إلى أن هؤلاء الشباب ليسوا خريجي تمريض، بل هم ممن عمل خلال فترة الخدمة العسكرية في المجال الطبي، أو ممن لديه بعض الخبرة في هذا المجال.

ولفت إلى أن هناك نقصاً كبيراً في جميع التخصصات الطبية لا سّيما القلبية والأورام السرطانية، والعينية والكلى، وذلك بعد أن غادر عدد كبير من ذوي هذه الاختصاصات سوريا، مع بداية الثورة.

وقال: "إن الطبيب العام وبسبب نقص المختصين، أصبح يعالج الكثير من الحالات التي تحتاج لذوي الاختصاص، لعدم توفر المختصين"، موضحاً أن عدم توفر الأطباء المختصين، أمر بات يقلق المرضى، ويضطرهم إلى الذهاب لمدينة دمشق لتلقي العلاج، ما يعرضهم، ويعرض مرافقيهم إلى الاعتقال، على حواجز قوات النظام أحياناً".

من جهته، قال "أبو سالم"، 58 عاماً، وهو مريض يعاني من فشل كلوي حاد، إن توفير أجهزة لغسل الكلى، في بعض المناطق المحررة، وفر عليه مبالغ كبيرة، وخلصه من عناء السفر إلى مناطق النظام، لافتاً إلى أنه يحتاج إلى غسيل كلى بمعدل ثلاث مرات أسبوعياً.

وأضاف، أن عمليات الغسيل تتم بشكل مجاني في المشافي الميدانية، لكن ما يرهق، هي أجور النقل، سيما وأنه يضطر إلى استئجار سيارة من منطقته التي تبعد عشرة كيلومترات إلى المشفى الميداني، بمبلغ خمسة آلاف ليرة سورية، في كل مرة، وذلك لعدم توفر سيارات نقل عامة تعمل على طرق منطقته، بسبب قلة عدد الركاب، وسوء الأوضاع الأمنية.

وأضاف أنه ينفق نحو 20 ألف ليرة سورية على علاجه كل أسبوع، تتوزع ما بين أجور نقل، وتحاليل، وأدوية، موضحاً أنه يحصل على تكاليف علاجه من بعض الأقارب.

فيما أكد "أبو صبري"، 45 عاماً، وهو مريض فشل كلوي، أنه أضطر لبيع بعض من أراضيه والسكن في مدينة "نوى" ليتمكن من تلقي علاجه، لافتاً إلى أن الأوضاع الميدانية، وأجور وسائل النقل العالية، تقف عائقاً أحياناً أمام وصوله إلى المشفى.

أما محمد السند، 34 عاماً، وهو عسكري منشق، فقد أكد أن إعادة تشغيل الجهاز الطبقي المحوري في مشفى مدينة نوى، ساعده في تحديد مرضه ووصف العلاج المناسب لحالته، لافتاً إلى أن وجود الجهاز في إحدى المناطق المحررة، وفر عليه عناء السفر، وانتظار الدور للدخول إلى الأردن لتلقي العلاج، كما خفف عنه الأعباء المادية، والمخاطرة بالوقوع في أيدي قوات نظام الأسد، فيما لو فكر في الذهاب إلى دمشق.

وحول الكشفيات وأجور الأطباء، أشار "لؤي القاسم" وهو أحد العاملين في المجال التمريضي، أن كشفيات الأطباء تتراوح ما بين 500 و2000 ليرة سورية، لافتاً إلى أن بعض الأطباء لا يحصلون على أية أجور أو كشفيات من بعض المرضى، تقديراً لأوضاعهم المالية، لا بل يعمد بعض الأطباء إلى صرف الأدوية من عيادته الخاصة مجاناً.

يشار إلى أن المشافي الميدانية في سوريا بشكل عام، وفي درعا بشكل خاص، شكلت أهدافا سهلة لقوات نظام الأسد، وللطيران الحربي الروسي، حيث قامت تلك القوات بتدمير العديد منها، ما تسبب بخسارة عدد من الكوادر الطبية والتمريضية العاملة فيها.

ترك تعليق

التعليق