معبر نصيب الحدودي.. هدف نظام الأسد في معركته القادمة
- بواسطة خاص - اقتصاد --
- 26 أيار 2018 --
- 0 تعليقات
على الرغم من الأهمية السياسية والاقتصادية الكبيرة، لمعبر نصيب الحدودي، الذي يربط بين سوريا والأردن في الجنوب السوري، والمحاولات الدولية الحثيثة لإعادة فتحه من جديد، إلا أن الوضع ما زال على حاله، ولم تفلح تلك المحاولات حتى اللحظة، في تحريك المياه الراكدة حول هذا الملف، الذي أصبح حله مطلباً محلياً ودولياً ملحاً.
وأشار مصدر مطلع، إلى أن المفاوضات حول المعبر، مازالت متوقفة منذ العام الماضي، بعد الفشل الكبير الذي منيت به، نتيجة تشبث أطراف العلاقة /النظام وفصائل المعارضة/ كل بشروطه، وبأحقيته في إدارة المعبر، إضافة إلى عدم وجود نية حقيقية، على ما يبدو، لدى الأطراف الدولية الأساسية التي تمسك بملف الجنوب السوري، بإيجاد حل لهذا الملف الشائك بصورة منفردة، بمعزل عن حل جذري وكامل لملف الجنوب السوري برمته في إطار تسوية شاملة للأزمة السورية.
وأضاف المصدر أن ملف معبر نصيب الحدودي، الذي سيطرت عليه قوى المعارضة منذ نيسان من العام 2015، شهد مفاوضات ماراثونية خلال العام الماضي 2017، بين النظام والمعارضة والأردن، وقدمت الأطراف صاحبة العلاقة والمصلحة خلالها، طروحات عديدة لفتح المعبر، لكن هذه الطروحات كانت محل خلاف، واصطدمت بالكثير من المعوقات، مما دفع جميع الأطراف إلى التوقف عن النقاش في هذا الملف منذ ذلك الحين.
وأكد المصدر، أن الحديث عن المعبر الحدودي عاد إلى الواجهة من جديد باعتبار استعادته، أحد أهم أهداف النظام في معركة محتملة، تتم التحضيرات لها من جميع أطراف النزاع في سوريا، لافتاً إلى أنه بناءاً على نتائج المعركة، سواء أكانت لصالح المعارضة، أو كانت لصالح النظام، سيتم رسم مستقبل المنطقة الجنوبية بما فيها قضية المعابر.
وقال المصدر: "إن الأيام القليلة القادمة، ستكون حبلى بالمفاجآت، لا سّيما بعد التسريبات والإشاعات المتلاحقة، التي يروجها إعلام النظام وحلفائه، ويتناقلها الأهالي، من أن المعارك ستنتقل إلى الجنوب السوري، بعد الانتهاء من ملف جنوب دمشق".
ولفت المصدر إلى أن تحركات النظام وحلفائه في الجنوب، باتت تشي بأن شيئاً ما يُحضّر للمنطقة، سيما وأن ذلك يتزامن مع قصف واستهداف للمناطق المحررة الواقعة في منطقة تفاهمات "خفض التصعيد" إضافة إلى إعادة انتشار وتموضع، تقوم بها قوات النظام والميليشيات الطائفية الحليفة، تترافق مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة، إلى داخل محافظة درعا، قادمة من الشمال.
وقال المصدر: "إن تسريبات النظام أكدت أن الهدف الأساسي من الحملة العسكرية على الجنوب السوري، كمرحلة أولى، هو إعادة السيطرة على معبري نصيب الحدودي، ودرعا القديم، وتأمين المناطق على طرفي الاوتستراد الدولي دمشق-عمان، إضافة إلى السيطرة على تل الحارة الاستراتيجي في الشمال الغربي من المحافظة".
ولفت إلى أن قوات النظام، بدأت معركتها في الجنوب بالفعل، من خلال ضغوط نفسية بدأت تمارسها على الثوار والأهالي، من خلال مناشير ورقية تلقيها الطائرات المروحية، تدعو إلى رمي السلاح، والانخراط بما يسمى بـ "المصالحات الوطنية".
الناشط أبو محمد الحوراني، أكد أن ما يروج له النظام، يأتي في إطار حرب نفسية، تهدف إلى ترهيب الحاضنة الشعبية للثوار، لافتاً إلى أن ثوار الجنوب السوري، يتمتعون بمعنويات عالية، ولن يكونوا لقمة سائغة لا لقوات النظام ولا للميليشيات الحليفة، وسيدافعون عن الجنوب حتى آخر قطرة دم.
وقال: "معركة /الموت ولا المذلة/ التي حدثت في مطلع العام 2017 كانت شاهداً حياً على صمود الثور رغم أن كفة موازين القوة كانت لصالح قوات النظام"، لافتاً إلى أنه وبالرغم من تفوق قوات النظام، بالعدة والعتاد، والتغطية الجوية من قبل الطيران الروسي، فقد تمكن الثوار من الصمود أشهراً، لا بل وتكبيد قوات النظام وحلفاءها خسائر كبيرة بالأرواح والعتاد، وتحرير عدد من الكتل العمرانية في حي المنشية.
وأكد الحوراني، أن قوات النظام، إن أقدمت على ارتكاب أي حماقة عسكرية في الجنوب السوري، ستلقى مقاومة عنيفة من قبل الثوار، وستتكبد خسائر كبيرة، مشيراً إلى أن الثوار يرون أن وصول قوات النظام إلى المعابر مع الأردن، والسيطرة عليها، هو إنهاء للثورة، وهو ما لن يسمحوا به مطلقاً، حسب وصفه.
كانت وزارة الخارجية الأمريكية قد حذّرت، اليوم السبت، من اتخاذ إجراءات "حازمة ومناسبة" في حال تم خرق إطلاق النار في "منطقة خفض التوتر" في الجنوب السوري، بالتزامن مع أنباء عن استعدادت قوات النظام لإطلاق عملية عسكرية في المنطقة.
وقالت هيذر ناورت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "الولايات المتحدة تعبر عن قلقها إزاء تقارير عن العملية القادمة لنظام الأسد في جنوب غرب سوريا داخل منطقة التهدئة التي اتفقت عليها الولايات المتحدة والأردن وروسيا العام الماضي.. واشنطن ستتخذ إجراءات حازمة ومناسبة في حال تم خرق وقف النار فيها.. نحذر الأسد من أي أعمال يمكن أن توسع نطاق الصراع أو تهدد الهدنة".
يشار إلى أن معبر نصيب الحدودي، هو أحد أهم معبرين بريين في الجنوب السوري، يربطان سوريا والأردن، ومن خلالهما دول الخليج العربي وآسيا. وقد تسبب إغلاق المعبر منذ العام 2015، بعيد سيطرة فصائل المعارضة السورية عليه، بخسائر اقتصادية كبيرة، لعدد من دول المنطقة، لا سّيما لحكومة النظام في سوريا، والأردن ولبنان، ومنطقة جنوب سوريا، حيث قدرت الخسائر السنوية لهذه الدول والأطراف، بمئات الملايين من الدولارات، إضافة إلى ضياع مئات فرص العمل للسوريين والأردنيين.
التعليق