مهنة تركيب الدش في إدلب.. ازدهار بسبب التهجير، وغياب الكهرباء يولد حلولاً بديلة


يقول القائمون على مهنة تركيب صحون الدش في إدلب إن المهنة عادت للنشاط من جديد عقب موجات التهجير الكثيرة التي تتوالى على المحافظة المحررة منذ سنتين تقريباً. وعلى اعتبار أن "مصائب قوم عند قوم فوائد"؛ يبيع تجار هذه الأجهزة كميات كبيرة يحصلون من خلالها على مردود مادي جيد نظراً للازدهار الملحوظ.

وقال "أبو إبراهيم" الذي يدير متجراً للأجهزة الكهربائية في ريف إدلب الشرقي، لـ "اقتصاد"، بينما ينهمك في تركيب صحن مصنوع في الصين على سطح منزل أحد مهجري دمشق، إن المهنة توقفت بشكل كبير نهاية 2014 نتيجة انقطاع التيار الكهربائي عن المحافظة عقب تحرير مدنها الكبرى.

ويستخدم الأربعيني، الذي يزاول هذه المهنة منذ 18 سنة، عدداً من الأدوات، منها مثقاب لحفر ثقوب صغيرة في السقف الإسمنتي إضافة لمفكات ومفاتيح لتثبيت الطبق على قاعدة معدنية. وقال وسط هدير مثقابه العامل على الطاقة الشمسية إن "موجات النزوح التي بدأت منتصف 2016 أدت لإحياء المهنة من جديد".


بعد تثبيت الطبق أوصل أبو إبراهيم شريطاً من الألمنيوم بين الإبرة والجهاز اللاقط في غرفة الجلوس. ثم فحص الإشارة مستخدماً جهازاً خاصاً، ليشرع بتحريك الإبرة إلى عدة اتجاهات، "ها قد لقطت الإشارة على قمر نايلسات".

يقول أبو إبراهيم إن تكلفة لوازم الدش رخيصة نسبياً عدا شاشة التلفزيون التي تعتبر باهظة الثمن لكن مصروفها الكهربائي الضئيل يغري معظم الأهالي بشرائها.

وعادة ما يلجأ سكان إدلب لتحويل هذه الأجهزة إلى طاقة 12 فولط لتخفيض المصروف الكهربائي وذلك نظراً لأن ألواح الطاقة الشمسية هي المصدر الرئيس للكهرباء في معظم مناطق المحافظة.


يتراوح سعر الشاشة بين 50 إلى 200 دولار وفقاً لحجمها. بينما يبلغ سعر الطبق الصغير قرابة 5 آلاف والكبير 9 آلاف ليرة. أما جهاز الدش فيتراوح بين 4 و5 آلاف ليرة بحسب النوعية والجودة. في حين تباع الإبرة مخرج واحد بألف ليرة وذات المخرجين بألفين.

انتهى أبو إبراهيم من تركيب الدش وتوليفه ليحصل على أكثر من 600 محطة. وركب دراجته النارية راجعاً إلى محله التجاري في السوق قابضاً في كفه على ورقة من فئة الـ 2000 ليرة أجرة التركيب.

ترك تعليق

التعليق