القتلى والمفقودون في قوات النظام.. مجرد أدوات وأرقام لا تستحق تكلفة الكشف عن مصيرها


يشتكي ذوو قتلى النظام من عدم العدالة والمساواة في التكريم والاهتمام، ومشاكل كثيرة مثل مشكلة السكن والإيجار، التوظيف، ومعاناتهم الكبيرة مع الأوراق والمعاملات والطوابع ودوائر الدولة، وبدل السكن، وضآلة المساعدات المادية، وعدم إصدار الوثائق لقتلاهم المدنيين، وغيرها.
 
وجرت العادة أن يتم تقديم وإتباع إجراءات تخص ذوي قتلى النظام، أهمها ما يلي:

1- معونة الدفن: ويتم الحصول عليها بعد فترة من عملية الدفن بينما يتم استصدار وثيقة استشهاد وإرفاقها بطلب وقيمتها 25 ألف ليرة سورية).

2- تعويض مالي من التأمين والمعاش: وهو عام وشامل لكافة موظفي الدولة وليس حكراً على قتلى جيش النظام كتعويض بدل نهاية خدمة.

3- تعويض مالي كبدل للسكن من المؤسسة الاجتماعية العسكرية بدمشق ولقتلى وزارة الداخلية من مكتب مختص في الوزارة. وقد تم الاكتتاب على السكن للدفعات الأولى من قتلى النظام، "ومعروف أنه من كان مكتتب على بيت من 14 سنة وقبل الثورة لم يصل دوره، إذاً ما هي حال من سجل من أربع سنوات، متى سيكون دوره؟!، يتساءل مؤيدون". وقد توقف الاكتتاب وبشكل نهائي في السنوات الأربع الأخيرة، أما تعويض بدل السكن وقيمته مليون ليرة سورية فهي تشتري ربما، براد وغسالة وبقرة، في أحسن الأحوال.

4- بدل نقدي عن تراكم الإجازات من الوحدة 205 في دمشق.

5- مزايا متعددة لحاملي "بطاقة الشرف" وتضمن معونة مالية سنوية ضئيلة جداً قيمتها 4000 ل.س - حسم 50% لأجور النقل الداخلي ولا يستفيد منها سوى أبناء المدن لوجود باصات نقل مسيرة ضمنها وغالبية قتلى جيش النظام هم من الأرياف ولا يوجد في الأرياف باصات نقل - التداوي المجاني في المشافي العامة وبعض المشافي الخاصة ولكن دون تحديد أسماء المشافي الخاصة، المشافي العامة مجانية بكل الأحوال ولا يخفى على أحد سوء خدماتها، ويشتكي ذوو قتلى النظام من سوء المعاملة في المشافي و"نفسيات الكوادر الطبية فيها"، وتفضيل البعض تبعاً للمحسوبيات والواسطات. أما المشافي الخاصة فهي تنكر تعاقدها مع أي جهة حكومية لمعالجة ذوي قتلى النظام، ولكن البعض لا ينفي تعاقده مع بعض المنظمات، وحتى اليوم لم يتم تحديد أي مستشفى خاص للعلاج.

6- إسعاف مالي: وهو معونة مالية عند الاضطرار قدرها 10000 ل.س "عشرة آلاف ليرة سورية فقط"، تؤخذ لمرة واحدة في الحياة من مكتب "الشهداء". وظن كثير من المؤيدين للنظام أن القرار محذوف منه كم صفر بالغلط!

7- المعونة الدراسية السنوية لأبناء قتلى جيش النظام طيلة فترة الدراسة. وقد ألزمت وزارة التربية المؤسسات التعليمية الخاصة بتسجيل أبناء الشهداء بنسبة 5% من مجموع الطلاب في كل مرحلة، وإعفاءهم من كامل القسط والرسومات المدرسية بموجب وثيقة استشهاد صادرة عن وزارة الدفاع / مكتب شؤون الشهداء وفروعه في المحافظات/ حصراً.

8- وظيفة للزوجة في حال كان متزوجاً أو لوالديه في حال كان عازباً، وغالبية زوجات قتلى جيش النظام غير حاصلات على شهادة جامعية أو الثانوية العامة، فعلى أي أساس سيتم توظيفهن، ومن تتوظف منهن لاحظنا حالات زواج معظمهن بعد فترة، أما من كان عازباً فالوظيفة من حق الأم أو الأب وبالطبع فهم تجاوزوا الأربعين من العمر وغالبيتهم لا يحملون أكثر من شهادة السادس الأساسي أو أميّ، ويرى ذوو قتلى جيش النظام بأن قرار التوظيف هذا "ضحك على اللحى"، يعني "إذا الأم ختيارة معقول تتوظف؟"، ويتساءلون، "لما لا يشمل التوظيف الأخ أو الأخت".

9- المزايا التفضيلية لدى إدارات ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني والأهلي وهي: الحسم 50% من رسم التسجيل في التعليم المفتوح، الهاتف المجاني لأرامل قتلى جيش النظام، معالجة المرضى من ذويهم خارج القطر إذا كان علاجهم متعذراً داخل القطر (أو ليس الأجدر بالنظام معالجة جرحاه الذين بات أغلبهم في حالات إعاقة كاملة أو شبه كاملة)، قبول أبناء قتلى جيش النظام كمستمعين في مدارس التعليم الأساسي.

10- تسمية إحدى المنشآت العامة أو الخاصة أو المهرجانات والدورات باسم أحد قتلى جيش النظام بعد موافقة "الجهات المختصة".

 وهنا يدرك المؤيدون للنظام أنها مزايا كثيرة بالسطور، ولكنها لا تساوي كقيمة، شيئاً في المضمون، هي ميزات يقول بها النظام للعسكري أنت لا تساوي شيئاً، هذه قيمتك، "وبس تفطس منبقى منتذكر أهلك بشي".

وحول شكاوي أهالي قتلى جيش النظام السوري رصدنا بعضها:

- رواتب ضئيلة القيمة الحقيقية، لضباط وجنود جيش النظام مقارنة مع رواتب جنود القوات الرديفة:

القوات الروسية والإيرانية وعناصر حزب "الله" اللبناني الحليفة للنظام تأخذ رواتب بالدولارات أما بالنسبة لوجبات طعامهم فهي من أفضله (حيث يأتي الطعام بعلب ولكل عنصر وجبته، الطعام مغلف وبداخله الخبز والبسكويت وقارورة ماء صحة) وتقدم الوجبات على مرأى قوات جيش النظام الذين يقدمون لهم بالمقابل حبة بطاطا وكم حبة زيتون أما الراتب "فيادوب يجيب الخبزات".

- مصابو جيش النظام ماهو مصيرهم؟

العسكري المصاب بعجز سواء أكان ضابطاً أو مجنداً فالمؤسسات الحكومية وغيرها لا تسمح له بالعمل نظراً لإعاقته، وقد قدم العديد منهم على وظائف وجاءهم الرفض سواء في القطاع العام أو الخاص، والبعض منهم حصل على رخصة بفتح كشك ولكن بعد دفع المعلوم، وبعد فترة تمت إزالة أعداد كبيرة من الأكشاك بحجج كثيرة. ضباط ومجندون مصابون بعجز 50/60/70% ولم يحصلوا سوى على التعويض العسكري عن الخدمة. وعليه العسكري بالنسبة لهذا النظام ليس سوى عبارة عن رقم وأداة، وليس بشر.

- حقوق قتلى "الدفاع الوطني" (الشبيحة)

لم تتم المساواة بين قتلى الدفاع الوطني (الشبيحة) وقتلى جيش النظام رغم المطالبات الكثيرة لذويهم بذلك، كما لم يتم الاعتراف بهم، ولكن سمح لهم النظام بحرية مطلقة "بالتعفيش" وهم أحياء إلى أن يُقتلوا.

-  القتلى المجهولون من جيش النظام الأسدي مجرد رقم مجهول

رفض دكتور "الطب الشرعي"  إجراء فحص البصمة الوراثية (DNA) لجثث قتلى جيش النظام المجهولين والمشوهين نظراً لكلفته، وبين أنه سيتم الاكتفاء بالتعرف على الموجودات التي كانت بحوزتهم، الأمر الذي أثار سخط أهالي قتلى جيش النظام.

 وللحد من غضبهم حاول مسؤول الطب الشرعي التأثير بمشاعر مؤيدي النظام مرة أخرى والتلاعب بالمفردات، مبيناً لهم أن السبب هو بأنهم يواجهون ظروفاً صعبة بمعزل عن الكلفة والوقت وقلة الكادر والعقوبات الجائرة المفروضة عليهم والتي تسبب صعوبة في الحصول على المواد اللازمة لإجراء اختبار البصمة الوراثية، وبأنهم سيحاولون الوصول إلى نتائج مرضية وبأسرع الآجال ولن يبقى "شهيدهم" مجرد رقم مجهول".


ورغم أن كثير من المواقع سقطت وأعيدت لسيطرة النظام بفضل روسيا وايران والميليشيات الطائفية التي شاركته بجرائمه ضد الشعب السوري، ما يزال مصير الآلاف من مفقودي قتلى قواته وشبيحته مجهولاً، ولم يبلغ هذا النظام أهالي القتلى والمدفونين هناك بمصير أبنائهم. إنهم قتلى النظام يموتون - ملايين المرات- على مذابح النظام ومسؤوليه.

ترك تعليق

التعليق