أين تجد الراتب الأعلى للوظائف والمهن في محافظة إدلب؟


في إدلب المحررة تتفاوت الأجور والرواتب بشكل لا يصدق. وأفرز التباعد الكبير في حجم الأجور طبقتين اجتماعيتين الأولى تحت خط الفقر بمراحل والأخرى ميسورة الحال إن لم تكن دخلت في تعداد شريحة الأغنياء. فما هي هذه الأجور؟

يعمل الثلاثيني "أبو محمود" منذ بزوغ الفجر وحتى العصر في جني المحاصيل الزراعية كأجير باليومية. العمل شاق جداً إذ ينبغي على الرجل الاعتياد على وضعية القرفصاء خلال ساعات النهار في قطف الكمون والحبة السوداء والقمح. مع ذلك بلغت الأجرة اليومية التي يتقاضاها أبو محمود كما يقول لـ "اقتصاد"، 900 ليرة سورية فقط لاغير. "أحصل على راتب شهري لا يتجاوز 25 ألف ليرة إنه يكفيني لدفع إيجار المنزل وتعبئة خزان الماء وشراء ربطة خبز واحدة يومياً!".

يُعتبر الراتب الذي يحصل عليه أبو محمود، السقف الأدنى للرواتب في إدلب، على الأغلب. ويرتفع الأجر قليلاً في أعمال ومهن أخرى مثل تجارة المواد الغذائية والصحية والكهربائية وغيرها، حيث يحصل العاملون لدى التجار على راتب يتراوح بين 30 و 40 ألف ليرة في أفضل الأحوال. يدير أبو سمير وهو إدلبي يعيش في الريف الشرقي محلاً تجارياً براتب لا يتعدى 35 ألف ليرة. "صاحب المحل اشترى البضاعة وأنا تكفلت بإدارته ضمن دوام طويل يتجاوز 10 ساعات. راتبي بسيط ولا يكفيني على الإطلاق".

ترتفع الأجور إلى الضعف تقريباً في أعمال البناء والحفر والإكساء والعمل في حراقات البترول. يعمل "قصي" في بناء البيوت الحجرية التي تتطلب صبراً و عملاً دؤوباً في نحت الحجارة ورصفها فوق بعضها بإتقان. "راتبي يبلغ 60 ألف ليرة شهرياً. يعتبر مقبولاً نظراً لكوني أملك بيتاً ولست بحاجة لدفع الإيجار كل شهر لكني أشعر أني لا أحصل على أجري الطبيعي بالمقارنة مع خبرتي وتعبي في العمل".

تغيب الصناعة عن إدلب إلى حد ما. لكن المصانع القليلة العاملة في المحافظة، "محارم . تحلية مياه . نسيج"، توفر رواتب جيدة لمعظم العاملين فيها. "حسين" على سبيل المثال يعمل منذ مدة كمسؤول عن أحد خطي الإنتاج في مصنع للنسيج. قال حسين لـ "اقتصاد": "راتبي يتجاوز 200 دولار = 90 ألف ليرة. وهو قابل للزيادة".

يصعب الحصول على راتب 300 دولار عن طريق استخدام أحد الخيارات السابقة. لكن وبعد (واسطة) في أغلب الأحيان، يغدو هذا الرقم في جيب أي موظف يعمل ضمن دوام جزئي في أي منظمة إنسانية أو طبية أو خدمية. بينما يرتفع الراتب ليبلغ 600 دولار للدوام الكامل (8 ساعات يومياً) في نفس المنظمات التي تنتشر بشكل كبير في عموم المحافظة وتوفر فرص عمل برواتب ضخمة مقارنة بغيرها من مصادر الدخل.

يصعب تخمين الراتب النسبي لمئات الصحفيين والمصورين الذين يواظبون على نقل ما يجري في الشمال المحرر إلى الإعلام المحلي والعربي والعالمي. وتتفاوت الأجور بشكل هائل بين 100 دولار وصولاً إلى 1500 من العملة الخضراء التي تعتبر العصب الاقتصادي الأهم في المناطق المحررة.

وتعتبر الرواتب التي تقدمها صحف المعارضة زهيدة للغاية في حين تتضخم الأجور بالنسبة للصحف والوكالات الأجنبية والقنوات الإعلامية المرئية. الصحفي (س) والذي يعمل في مجلة اقتصادية تابعة للمعارضة يتقاضى مبلغ 400 دولار شهرياً. بينما يحصل (ع ) المتعاقد مع وكالة أجنبية على ألف دولار كحد أدنى شهرياً. أما رواتب مراسلي التلفزيون فتبلغ الضعف في أغلب الأوقات.

ترك تعليق

التعليق