نجل مؤسس جامعة دمشق..سفير بحقائب مالية في باريس


نشرت مجلة "لكسبرس" الفرنسية الأسبوعية، تحقيقاً مطولاً حول الملياردير من أصل سوري وفيق سعيد، ممثل أرخبيل "سان فانسان الغرونادين" لدى اليونيسكو والفاتيكان، وربيب تاجر السلاح السعودي-السوري أكرم عجة، صهر وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس.

وقالت "لكسبرس"، إن سعيد، نجل مؤسس جامعة دمشق، أصبح سفيراً مملوءاً بحقائب المال، وهو يحرص على نقل تلك الحقائب في كل مرة يعبر فيها من فرنسا. في نهاية مارس/آذار الماضي، تسبب سعيد مع مساعده ومرافقيه بضجة كبيرة في صالة كبار الشخصيات التابعة لشركة "يوروستار" في "غار دو نور"، في العاصمة باريس، عندما شعر أن موظفي الجمارك تلقوا أوامر لتفتيشه، فعمد تلقائياً إلى طلب نموذج التصريح الذي يملؤه المسافرون للإعلان عما بحوزتهم من أموال، وفتح حقيبته ليخرج منها حزمة من الأوراق النقدية بلغت نحو 150 ألف يورو.

وتقول "لسكبرس"، إن السفير سعيد، يعلم جيداً أن هذه الإجراءات بديهية وتطلب من أي مسافر من أجل مكافحة غسل الأموال، إلا أن تلك المحاولة في "غار دو نور" لم تكن الأولى له، فهو يتحرك بانتظام بواسطة طائرة خاصة عبر مطار بورجيه في فرنسا. وتساءلت، ماذا عن المرات التي عبر بها السيد السفير فرنسا مع حقائبه من دون ضجيج؟

ويشير تحقيق المجلة إلى أن سعيد، المقيم في موناكو، يمتلك شقة فخمة في "كي دورسيه" حيث مقر وزارة الخارجية الفرنسية في باريس، ولديه العديد من الأصدقاء من حاشية الرئيس السوري بشار الأسد، ومن المرجح جداً، أن تكون زوجة الدكتاتور بينهم. كما أنه لا يزال يحافظ على علاقاته المالية مع سوريا، على الرغم من العقوبات الدولية التي تقيد مثل تلك العلاقات مع سوريا.

وسعيد كان مقرباً من "كهنة السعودية الأقوياء"، على حد وصف المجلة، مثل الأمير خالد بن سلطان، وشقيقه بندر، الذي كان حتى عام 2005 سفير المملكة في واشنطن. وهو مدرج على القائمة السوداء لعملاء مصرف "باركليز" البريطاني، للاشتباه بتبييضه الأموال. وكان لسعيد الدور الأساسي في إتمام صفقة "اليمامة"، بين السعودية وبريطانيا عام 1985، وهو يفاخر بالدور الذي لعبه لمساعدة رئيسة وزراء بريطانيا الراحلة مارغريت تاتشر في الصفقة التي تمت بين بريطانيا والسعودية.

وتطرح "لكسبرس" تساؤلاً حول علاقة سعيد برجل الأعمال اللبناني-الفرنسي زياد تقي الدين. وتقول إن سعيد "الملياردير من أصل سوري، رجل الأعمال، والمحسن"، الذي تهتم به وسائل الإعلام البريطانية كثيراً، وقد تبرع بمبلغ 23 مليون جنيه استرليني لإنشاء كلية سعيد لإدارة الأعمال في جامعة "أكسفورد" البريطانية، قد يكون طرفاً في شبكة تقي الدين المثيرة.

وتضيف المجلة، إن سعيد اشترى من تقي الدين منزله في لندن، وفقاً لما أبلغت به طليقة تقي الدين الانكليزية نيكولا جونسون، وهي في قلب الجانب المالي من القضية المعروفة إعلامياً باسم "قضية كراتشي"، حيث جرى تحقيق حول دور تقي الدين في المساهمة بتمويل سري للحملة الرئاسية لإدوار بالادور، الذي شغل منصب رئيس الوزراء في فرنسا في الفترة ما بين 1993 و1995، وترشح كمنافس لجاك شيراك في انتخابات عام 1995.

وتصف المجلة تقي الدين بأنه رجل من شبكات بالادور، ومشتبه بدوره في بيع فرقاطات إلى السعودية وغواصات إلى باكستان، ثم أصبح مقرباً من الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي قبل أن ينقلب عليه ويفضح تاريخه ويبلغ عن الأموال التي نقلها إليه من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وقد ظهر اسم وفيق سعيد في وثائق القضاء الفرنسي حول "قضية كراتشي"، لكن حتى الآن لم توجه اتهامات حاسمة له.

وتختم المجلة بالقول، إن "الدبلوماسي صاحب الحقائب المحشوة بالمال"، والمقرب من الديكتاتور السوري وبعض الأمراء السعوديين، يخفي وجهة أمواله ووظيفتها باحتراف، وقد انتهى تحقيق "لكسبرس" من دون التوصل إلى مستقر الأموال الأخير.

ترك تعليق

التعليق