عفرين.. تغيير ديمغرافي أم سكن مؤقت لمهجري الشام؟


يخشى البعض من حدوث عملية تغيير ديمغرافي لصالح مهجري دمشق وريفها على حساب السكان الأصليين الأكراد في كانتون كانت تديره ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية – قسد"، شمالي حلب، في عفرين ومئات البلدات الأخرى. في حين يتحدث مدنيون عن حدوث هذا التغيير بالفعل عقب موجات التهجير الضخمة التي جرت من الغوطة باتجاه المنطقة المتاخمة للحدود التركية.

ويوم السبت 20 كانون الثاني أُعلن رسمياً عن عملية "غصن الزيتون" التي أطلقتها أنقرة بالتعاون مع الجيش السوري الحر، لتحكم السيطرة بعد أسابيع من القتال على عفرين ما تسبب بتهجير معظم سكان المنطقة لتبدأ مرحلة أخرى عقب انتهاء المعارك تتلخص في توافد آلاف المهجرين من أبناء الغوطة الشرقية وغيرها نحو المنطقة بعد خلوها من السكان.

وقال مدنيون ونشطاء إعلاميون تحدثوا لـ "اقتصاد"، إن عشرات الأسر توافدت منذ أسابيع إلى مدينة عفرين التي تدار حالياً من قبل قوات درع الفرات.

ومنذ اقتراب السيطرة على كامل المنطقة انتشرت أنباء تتحدث حول انتهاكات قام بها مقاتلو المعارضة بحق الأكراد من سرقة وطرد من المنازل وغيرها.

وقال مصدر مستقل زار المنطقة عقب تحريرها إن الانتهاكات حدثت بالفعل لاسيما خلال الأيام الأخيرة من المعركة. وأضاف متحدثاً لـ "اقتصاد": "كان بعض المقاتلين يدخلون إلى البيت ويطردون سكانه لكنهم قبل ذلك يسرقون الأشياء الثمينة التي تحملها النساء ثم يغدو المنزل غنيمة لهم".

منطقة خالية من السكان

بعد هدوء المعارك غدت عفرين التي لا تقل مساحتها عن 4 آلاف كيلو خالية من السكان تقريباً. وقال مصدر كردي معارض لـ "قسد": "تقريباً الكل خرج لكن بعد فترة عاد عدد قليل من الناس".

وأشار المصدر الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه، إلى أن النزوح يشمل المدينة والريف لأن "الكثيرين ماتوا تحت القصف إضافة لحدوث انتهاكات من قبل الفصائل". وفر أغلب المدنيين ومسلحي الأكراد إلى الشيخ مقصود في حلب عبر بلدتي نبل والزهراء إضافة لمنبج والجزيرة التي تخضع لقوات سورية الديمقراطية.

وبحسب المصدر لا يمكن معرفة نسبة البيوت المدمرة في المنطقة كون "الجو العام لا يساعد أي منظمة على إجراء إحصائيات دقيقة في المدينة والريف".

الإقامة في المنازل الفارغة فقط

من جانبه قال قيادي في جيش الشمال (جيش حر) إن المهجرين يقيمون في المنازل الفارغة فقط في عفرين وضواحيها. ونفى "أبو علي عطونو" خلال تصريح لـ "اقتصاد" حدوث عمليات طرد للسكان الأصليين "إذا تواجد أصحاب البيت فيه لا أحد يقترب منهم وفي حال أتى صاحب البيت ووجد أحدهم داخله يستعيد حقه فور تقديمه أي إثبات".

عطونو تحدث عن شرطة عسكرية تابعة للجيش الحر قامت بالإشراف على عفرين عقب تحريرها، حيث تم تقسيم المنطقة لقطاعات ويدير كل قطاع أحد فصائل الجيش الحر.

مصدر مطلع قال لـ "اقتصاد" إن عملية السكن في عفرين خاصة فقط بمهجري أهل الشام حيث يمنع سكان إدلب والشمال السوري من الإقامة فيها.

المصدر ذاته أشار إلى وجود أكثر من ألفي أسرة من المهجرين سكنت في بيوت مدينة عفرين بينما انتشر المئات بين قرى وبلدات الريف معظمهم من سكان الغوطة الشرقية والقدم وبعض الأهالي من مهجري داريا.

وعادة ما يتحدث المهجرون عن أن إقامتهم في عفرين عبارة عن شيء مؤقت.

وقال "محمد" وهو مدني استقر منذ أسبوعين في عفرين إنه رغب في السكن هرباً من القصف ومن صراع الفصائل في محافظة إدلب. وتابع لـ "اقتصاد": "لا يمكن القول إني اغتصبت بيتاً من أصحابه. قالوا لنا هذا بيت فارغ فسكنت فيه وإذا تمكنت من التواصل مع صاحب المنزل سأدفع الإيجار وإن أتى ليستعيد حقه سأخرج دون إحداث أي جلبة".

ويدور الحديث بين المهجرين عن انتهاكات جرت بحق بعض أصحاب المنازل الأكراد ممن آثروا البقاء في موطنهم.

وقال أحد أهالي الغوطة طالباً عدم ذكر اسمه إن بعض المتنفذين (لم يسمِ الجهة) قاده وأسرته إلى منزل في ضواحي عفرين لكن المفاجأة أن أهل المنزل كانوا موجودين في الداخل. وتابع: "وهكذا تم طردهم أمامي بشكل قاس بحجة أنهم يتبعون لجهة إلحادية".

ولا يمكن تعميم مثل هذه الحالة على جميع من تبقى داخل المنطقة. لكن في نفس الوقت لا يمكن إنكار حدوث مثل هذه الانتهاكات.

ترك تعليق

التعليق