"المهلوسون".. تبادل للأدوار في عرض مسرحي سوري بألمانيا


في التاسع من الشهر الجاري، وعلى خشبة مسرح "لاتوشت" في مدينة "نوي براندين بورغ" الألمانية، سيتبادل الألمان مع السوريين الأدوار، حيث يعيش عدد من الألمان تجربة اللجوء في سوريا، في عرض مسرحي تحت عنوان "المهلوسون".

وفي تجربة مثيرة سيضع صاحب العمل المسرحي (مؤلف ومخرج العمل)، مازن خضر إسماعيل، الشعب الألماني أمام مصاعب اللجوء والاندماج المجتمعي مع العادات والثقافة السورية البعيدة كل البعد عنهم.

ويشير إسماعيل في حديث لـ"اقتصاد" إلى أن الممثلين من السوريين الهواة والألمان.

(مازن خضر إسماعيل)

وحول فكرة عرضه الأول يوضح، "الموضوع يعرض حالة من الهلوسة تصيب عدد من الألمان نتيجة لتجارب خاضوها مع اللاجئين السوريين، إلى الحد الذي تحولوا فيه إلى لاجئين في سوريا".

ويضيف، "لك أن تتخيل حجم المسؤوليات التي يفرضها اللجوء في مجتمع جديد، وهنا ينتقل العرض بالأحداث إلى سوريا".

السؤال الأهم للعرض، يقول إسماعيل: "الغرض من العرض تقديم رسائل عدة للمجتمع المُضيف عن المفاهيم التي تثير الجدل، كالاختلاف الثقافي والاندماج، وتعميم فكرة الإرهاب على دين معين .. الخ، ولعل مفهوم الثورة ضد الاستبداد ومحاربة المجتمعات الثائرة بشتى الوسائل من أهم الأهداف التي نريد إيصالها من خلال هذا العمل".

ويستدرك "العرض يضع المرايا أمام الشعب الألماني، ولهم أن يشاهدوا نتائج ربط الراديكاليين للإرهاب بالدين، ففي العرض سيكون الدين المسيحي هو المقرون بالإرهاب، وأيضاً لهم أن يشاهدوا الأسباب التي دفعتنا إلى اللجوء".

(صورة من كواليس التدريب على العرض المسرحي - اقتصاد)

تلك هي الرسالة الأولى للعرض، الموجهة للألمان. وماذا عن السوريين؟، يجيب إسماعيل: "إلى جانب الرسالة للمضيف، فإن العرض يتوجه للضيف، هذا الضيف ليس مثالياً وليس متشابهاً مع غيره من السوريين، والمجتمع السوري شأنه شأن المجتمعات الأخرى بصالحه وطالحه".

لم يأت اكتمال العرض من فراغ، فالتحضير للعمل استغرق عاماً ونصف العام من التحضيرات والتدريب المتواصل، "النحت في الصخر هو الشيء الذي عملنا عليه أنا وشريكتي الألمانية في العرض".

يخبر إسماعيل: "بعد سنة كاملة من التدريب، قام الاتحاد الأوروبي بعد أن سمع عن عرضنا بدفع إيجار قاعة التدريب".

 يضيف: "كان العمل شاقاً جداً، لكن الغاية تذلل العوائق".

لماذا المسرح دون غيره من الفنون؟، يجيب إسماعيل: "كان من الممكن توصيل كل هذه الرسائل عن طريق المحاضرات، ورشات العمل، عن طريق الأدب من شعر وقصة ورسم وموسيقا وغيره، إلا أنني كنت ومازلت أرى المسرح هو الطريقة الأمثل لتوصيل مكنونات العمل الأدبي بأدق تفاصيله، وكأنك تضع مرآة أمام الجمهور وتقول لهم: ضع نفسك في هذه الحياة المصغرة بكل تفاصيلها".

ويتابع: "لا نريد أن نجمل بشاعة التجربة، المسرح يعطينا حياة طبيعية، يمكّننا من طرح أسئلة إيجابية وأسئلة تافهة في بعض الأحيان، ليجرب هذا الألماني أن يكون لاجئاً".

ويلفت إسماعيل وهو كاتب وصحفي سوري، إلى "ضعف دور المسرح في ألمانيا شأنها شأن بقية الدول، نظراً لتصاعد دور وسائل التواصل الاجتماعي".

ترك تعليق

التعليق