جنوب دمشق.. النزوح مرتين في أسبوع، والثالثة قد تكون على الطريق


لم تبق بلدات جنوب العاصمة، (يلدا، ببيلا، بيت سحم)، بمنأى عن العملية العسكرية التي شنتها قوات الأسد بغطاء جوي روسي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في أحياء مخيم اليرموك والحجر الأسود وحي التضامن. ولم تقتصر تبعات هذه العملية، على الجانب العسكري من سقوط قذائف صاروخية واستهداف للبلدات بالغارات الجوية.

تبعات الحملة العسكرية ضد تنظيم الدولة تمددت إلى البلدات الثلاث، لتنتج انعكاسات سلبية زادت من معاناة أهالي المنطقة وبشكل خاص الغرباء منهم والوافدين حديثاً من مخيم اليرموك وحي الحجر الأسود.

 موجات نزوح داخلي كبيرة شهدتها بلدة يلدا باتجاه بلدتي ببيلا وبيت سحم. وإغلاق جزئي لمعبر ببيلا - سيدي مقداد، تسبب بفقدان المواد الغذائية الرئيسية ومياه الشرب لما يقارب عشرة أيام.

 مصدر من فصائل المعارضة السورية أشار لـ "اقتصاد" بأن إغلاق قوات النظام للمعبر مع بداية الحملة كان ورقة للضغط على الفصائل العسكرية للاشتراك بالمعركة ضد تنظيم الدولة. كما أن النظام ربما يتخوف من حدوث اختراق باتجاه العاصمة.

"يسودها التخبط والخوف"، هكذا يصف الناشط "قيس الشامي" حياة المدنيين في جوب العاصمة. "حياة الناس يسودها التخبط والخوف والترقب نتيجة الأحداث الأخيرة. الإغلاق الجزئي لحاجز ببيلا سيدي مقداد، تسبب في نقص حاد في مادة الخبز ومياه الشرب بسبب تقنين إدخال المادتين من قبل قوات النظام المتواجدة على حاجز ببيلا سيدي مقداد، المنفذ الوحيد للمنطقة".
 
ويتابع الشامي في حديثه لـ "اقتصاد": "شهدت الأيام الأولى للحملة العسكرية حركة نزوح من بلدة يلدا وبالأخص في منطقة شارع بيروت القريب من مخيم اليرموك باتجاه بلدتي ببيلا وبيت سحم الأكثر أمناً بسبب القصف العشوائي والخوف من دخول قوات النظام بأي لحظة لاستلام النقاط من الفصائل العسكرية التي أبرمت اتفاق للخروج من المنطقة برعاية روسية".

ويقول الشامي إن الوضع الإنساني مزرٍ للغاية بالنسبة  للعائلات التي هربت من جحيم القصف في مخيم اليرموك والحجر الأسود، فالكثير منهم يعيشون في بيوت غير مؤهلة للسكن وهربوا بثيابهم التي يرتدونها دون أن يتمكنوا من إخراج أي شيء معهم.

شاحنات محملة بفرش المنازل تنتقل من شارع بيروت باتجاه بلدتي ببيلا وبيت سحم في محاولة من الأهالي للهروب باتجاه مناطق أكثر أمناً. وبعض هذه الأسر انتقلت لمنزلين خلال أسبوع واحد فقط.
 
"أم رامي"، وهي لاجئة فلسطينية من سكان مخيم اليرموك، لجأت إلى بلدة يلدا منذ بداية القصف على المخيم، تقول لـ "اقتصاد" إنها وعائلتها انتقلت خلال أقل من عشرة أيام، لمنزلين مختلفين. "منزلنا في شارع العروبة في مخيم اليرموك. غادرنا المخيم مع بداية القصف وهذه أول مرة نترك منزلنا فحملة القصف الحالية على المخيم هي الأعنف وخلفت دماراً كبيراً".
 
تتابع "أم رامي": "استطاع زوجي تأمين منزل في شارع بيروت وهو قريب من الخط الفاصل بين الجيش الحر وتنظيم الدولة قبل أن تتسلم قوات النظام تلك النقاط. لم نتمكن من إخراج مؤن وفرش المنزل من المخيم فقد منعنا عناصر التنظيم من إخراجها. بصعوبة تمكنت من إخراج البطارية وبعض ألبسة الأطفال، لكن لم نتمكن من البقاء في المنزل لأكثر من أربعة أيام فقد بدأ القصف يطال تلك المنطقة كما تخوفنا من دخول التنظيم لشارع بيروت وبالنهاية بدأت الأخبار تتوارد عن اتفاق يقضي بدخول جيش النظام لاستلام مواقع فصائل الجيش الحر في شارع بيروت. بحثنا كثيراً عن مسكن بديل لنتمكن من الحصول على منزل بإيجار 13000 ليرة سورية في بلدة ببيلا، رغم أن موضوع الإيجارات غير منتشر بالمنطقة لكن اضطررنا للقبول. في القريب أيضاً سنكون على موعد مع انتقال آخر إلى الشمال. أرجو أن يكون آخر رحلات التشرد والمعاناة التي نمر بها".

ترك تعليق

التعليق