2000 دولار أمريكي لقاء تهريب الشخص الواحد من ريف حمص الشمالي


في مشفى كلس الحكومي، ينتظر أدهم (25 عاماً) أن يحين موعد إجراء العمل الجراحي لقدمه التي كاد أن يفقدها، بعد خروجه بأعجوبة من ريف حمص الشمالي المحاصر.

6000 دولار أمريكي هو المبلغ الذي اضطر أدهم لدفعه للشبيحة مقابل خروجه وأمه وشقيقه من ريف حمص، إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في الشمال السوري.

لم يكن هذا المبلغ "الكبير" بحوزة أدهم الذي اكتفى بذكر اسمه الأول، لكن والده الذي يعمل في لبنان اضطر أن يستدين قسماً منه، حتى لا يبتر الأطباء قدم ابنه التي أصيبت بقصف مقاتلات النظام على ريف حمص.

يحكي أدهم لـ"اقتصاد" ما جرى معه وكيف تمكن من الخروج من المنطقة، "بعد تعرض قدمي للإصابة بغارة من طائرات النظام على المنطقة التي أسكنها، كانت متابعة العلاج بمنزلة التحدي، فلا مقومات للعلاج في الجيب المحاصر ولا مجال لمغادرة المنطقة".

ويضيف: "قام الأطباء هناك بعلاجي بشكل أولي بحسب الإمكانات المتوفرة لديهم، لكن ونتيجة لحجم الإصابة إلى جانب ضعف الخدمة الطبية أصيبت قدمي بالتهابات مزمنة، وكان أمامي إما بتر القدم أو الخروج للعلاج".

ويشير أدهم إلى تعرفه على شخص (سمسار) في المنطقة على صلة بالشبيحة، "عند تفاوضنا معه للمرة الأولى طلب 2500 دولار أمريكي لقاء إخراج الشخص الواحد، لكن بعد إلحاحنا عليه حسم المبلغ بـ2000 دولار أمريكي".

ويتابع: "تم الاتفاق على وضع المبلغ عند شخص داخل المنطقة، وعلى عدم تسليمه للسمسار إلا بعد وصولنا مناطق المعارضة في الشمال السوري".

وبسؤاله عن عدم توجهه إلى لبنان كون والده يعمل هناك، قال: "الشبيحة قالوا لنا بأنهم لا يضمنون حواجز حزب الله والحواجز الشيعية الأخرى، لذلك فضلنا التوجه إلى الشمال والعلاج في تركيا".

وعن سير الرحلة، روى أدهم: "تم نقلنا من حاجز قوات النظام إلى مدينة إدلب بسيارة يقودها شبيح، ولم يتم تفتيشنا على كل الحواجز التي مررنا فيها، علماً بأن شقيقي منشق عن الجيش".

ويكمل: "تابعنا المسير إلى أن وصلنا إلى مكان مقفر، وحينها طلب منا الشبيح النزول والسير على الأقدام مسافة خمسين متراً، حيث سيكون أمامنا حاجز تابع لـ هيئة تحرير الشام".

وبحسب أدهم، فإن عناصر الحاجز قاموا بتفتيش الحاجيات وسهلوا عبورهم بدون أن يتقاضوا منهم أي مبلغ مالي.

وما إن وصل أدهم مناطق المعارضة حتى توجه وعائلته إلى مدينة الباب بريف حلب الشمالي، بسبب تواجد أقاربهم هناك، "وصلت الباب وتوجهت فوراً إلى المشفى هناك، وعلى الفور تم تحويلي إلى تركيا لمتابعة العلاج".

ويكمن سر فرح أدهم في أن الأطباء أخبروه بأن حالته قابلة للعلاج، "لقد أخبرني الطبيب التركي بأن فرص نجاح العمل الجراحي كبيرة".

ترك تعليق

التعليق