كم يوفّر سوق المستعمل على سكان إدلب؟.. تفاصيل بالأرقام


مع ارتفاع الأسعار مقارنة بالدخل المالي المنخفض في محافظة إدلب، يلجأ عدد كبير من الأهالي، إلى توفير النقود بشراء لوازمهم من الثياب والأثاث وفرش المنزل، من متاجر بيع المستعمل، التي تنتشر بشكل كبير في كل منطقة بالمحافظة.

وتنشط تجارة المستعمل في عدة مواسم أهمها حلول الشتاء، حيث يقبل الأهالي على شراء السجاد والفرش، وصولاً إلى مدافئ الشتاء. بينما يقبل المشترون على بضاعة مختلفة صيفاً، تحتل ألواح الطاقة والمدخرات والمراوح والبرادات رأس القائمة الطويلة، من السلع المستخدمة سابقاً، والتي يبيعها أصحابها، بدواعي السفر أو تبديل الأثاث، وأحياناً تلبية لحاجتهم للأموال.

مواسم أخرى يضطر الأهالي خلالها للشراء. قارب موعد زفاف الثلاثيني "عابد" على الحلول، ما جعله يسارع إلى تجهيز شقة في مدينة إدلب، لبناء عش الزوجية، الذي طالما انتظره بفارغ الصبر.

يقول لـ "اقتصاد": "معظم احتياجاتي، حصلت عليها من أسواق المستعمل المنتشرة في إدلب وأريحا، بدءاً من السجاد، ووصولا ًإلى برادي النوافذ، وانتهاء بغرفة النوم، التي اشتريتها بـ 100 ألف ليرة، في حين تباع بضعف هذا المبلغ لو كانت جديدة".

يحسب "عابد"، ما وفره من أموال نتيجة لهذه الطريقة، التي باتت طبيعية في إدلب. "وفرت تقريباً ثلث المبلغ الذي كان علي دفعه لشراء الأشياء غير المستعملة. هذا المبلغ يكفيني كمصروف يومي لمدة 5 أشهر على أقل تقدير".

"محمد" (24 عاماً)، لجأ هو الآخر لشراء الأثاث المستعمل. يقول لـ "اقتصاد": "زوجتي على وشك الولادة وليس لدي سرير في المنزل، بحكم أنني مهجر من مناطق المعارضة في الغوطة الغربية، لذا بحثت عن سرير مناسب، واشتريته بـ 12 ألف ليرة فقط".

يتابع محمد: "فاجأني السعر حقاً. إنه قليل جداً، بالمقارنة مع السرير الذي يباع في محلات الموبيليا، في مدينة إدلب".

بخلاف الملابس (البالة)، التي غالباً ما يستوردها التجار من أوروبا، والتي تشهد إقبالاً واسعاً في المنطقة - لا سيما في أسواق مدينة الدانا الحدودية-، هنالك أشياء كثيرة يضمها سوق المستعمل.

يقول "موفق" وهو من سكان الريف الشرقي لإدلب، إنه استأجر بيتاً غير مفروش في منطقته، توفيراً للإيجار الذي يتضاعف في حال كان البيت مفروشاً.

تجول موفق في أسواق بلدات إدلب، المختصة ببيع المستعمل، ليعثر على جميع لوازم بيته الجديد، وبأسعار لم تكن تخطر له على بال. "اشتريت احتياجات المنزل للحصول على الإنترنت والكهرباء والإضاءة والطبخ والتدفئة وغرفتي النوم والجلوس. هذا الأثاث سأحمله معي أينما أردت الانتقال".

يشير موفق إلى أن الأسعار متفاوتة بالنسبة للمستعمل. فـ "هنالك أشياء غالية الثمن، مثل السجاد الجيد الذي يفوق ثمنه السجاد الجديد، نظراً لجودته العالية، وللحصول على أسعار مناسبة؛ ما عليك سوى بذل المزيد من الوقت والجهد، في البحث، وستحظى بما تريد، وبأقل الأسعار".

بعيداً عن لوازم البيت، يشمل سوق المستعمل، وسائل النقل من دراجات نارية وسيارات بكافة أنواعها، حيث تنتشر مكاتب البيع والشراء، بشكل ملحوظ، وبأسعار مقبولة في معظم الأحيان.

يختصر تاجر السيارت "أبو حسن"، التسهيلات التي تساعد تجارة السيارات المستعملة، على النهوض؛ بعدم وجود ترخيص أو شهادات قيادة أو حتى ترسيم للسيارات في المحافظة. وهذا ما ساعد على هبوط الأسعار لتتراوح "بين 700 دولار، و 7 أو 8 آلاف، وفقاً لنوعية السيارة، وقدم تصنيعها، ونظافة محركها ودقة دوزانها".

ترك تعليق

التعليق