مطرة نيسان، أضرار ومكاسب اقتصادية في درعا


تأثرت محافظة درعا، يومي الأربعاء والخميس، 25 و26 نيسان، بفعاليات منخفض جوي مغبر، ترافق مع عواصف رعدية، وأمطار غزيرة، تسببت في انخفاض الرؤية، وبحالات اختناق وضيق تنفس للكثير من الناس.

وأشارت مصادر طبية في المحافظة، إلى أن مشافي درعا استنفرت جميع كوادرها الفنية والطبية، لمواجهة هذه الظاهرة، التي تعتبر قليلة الحدوث في المنطقة.

ولفتت المصادر، إلى أن عشرات المواطنين، راجعوا تلك المشافي وهم يشكون من ضيق تنفس، وحالات اختناق، بسبب كثافة الغبار في الجوف وتعذر التنفس بشكل طبيعي، مشيرة إلى أنه تم تقديم العلاج اللازم للمراجعين، ولم تسجل أي حالات خطيرة تذكر.

وأشار قصي السالم، 48 عاماً، مزارع، إلى أنه اضطر إلى مراجعة المشفى الميداني، بسبب عدم قدرته على التنفس، لافتاً إلى أنه مريض ربو، ولم تنفع معه كل أشكال العلاج المعتادة، كالموسعات، والمقشعات، والبخاخ، التي يستخدمها في العادة.

وأضاف أنه اضطر إلى استخدام جهاز الرذاذ التنفسي، في المشفى، وبقي طيلة النهار مقيماً فيها.

فيما أكد عدد من المواطنين، أن الأجواء الغائمة والمغبرة، تسببت بتوقف وتراجع عمل لوحات الطاقة الشمسية، وتخزين بطاريات الإنارة التي يعتمد عليها في المناطق المحررة، في ظل تعذر وجود التيار الكهربائي، الأمر الذي دفعهم إلى استخدام المولدات، التي تعمل بالديزل والبنزين، لتأمين الإنارة ومستلزمات الأنشطة الاقتصادية، خاصة في محلات بيع اللحوم والفروج، والورشات الفنية.

ويقول مؤيد الخليل، 35 عاماً، وهو صاحب ورشة "تصويج سيارات"، أن لوحات الطاقة الشمسية، التي كلفته نحو 500 ألف ليرة سورية، لم تعمل كما يجب مما اضطره إلى تشغيل مولدته الاحتياطية طيلة نهار الأربعاء، لافتاً إلى أنه أنفق نحو 7 ليتر مازوت، بلغت قيمتها نحو 2800 ليرة سورية، وهو ما اعتبره مبالغ إضافية، سببتها حالة الطقس السائدة.

فيما أكد المهندس الزراعي عبد الرحمن الخالد، أهمية هذه الأمطار بالنسبة للمحاصيل الزراعية الصيفية وللأشجار المثمرة والمخازين المائية، لافتاً إلى أن الأمطار التي تهطل في شهر نيسان، تعتبر من أهم الأمطار الهاطلة خلال الموسم، وأكثرها فائدة للمحاصيل الزراعية البعلية.

ولفت الخالد، إلى أن من أهم فوائد أمطار شهر نيسان، أنها تحسن من واقع المراعي والنباتات الرعوية، وتطيل عمرها، إضافة إلى أنها ترفد مصادر المياه بمخزون مائي جديد، وتحسن من واقع الآبار والسدود والمسطحات المائية، مشيراً إلى أن نسبة الأمطار الهاطلة كانت جيدة.

وأضاف، أنه بناءً على أمطار نيسان، يحكم بنجاح الموسم الزراعي أو فشله، وخاصة للأشجار المثمرة، والمحاصيل الصيفية، موضحاً أن الهطل المطري الذي شهدته مناطق درعا خلال اليومين الماضيين، رغم فوائده الكبيرة، سيؤثر بشكل سلبي محدود، على محاصيل القمح والشعير، التي دخلت طور تشكل السنابل.

وقال إن هذه السنابل، ستصاب ببعض الأمراض الفطرية، نتيجة التغيرات المفاجئة وتقلبات الطقس، مما يستوجب معالجتها الفورية برش المبيدات الفطرية والحشرية الضرورية.

ولفت إلى أن من التأثيرات السلبية لأمطار نيسان، هذا العام، أنها ستتسبب بعفونة بعض المحاصيل الخضراء، التي تم حصادها مؤخراً ولاسيما محاصيل البازلاء التشرينية، والفول، مؤكداً أن هذه الأضرار محدودة جداً.

ولنيسان في الموروث الشعبي قصص وحكايات جميلة.

ويقول الحاج حسن عبد المعطي، 77 عاماً، أن شهر نيسان في حوران وحسب الموروث الشعبي، هو شهر الخمسان، أو الخميس، ففيه تحلى المناسبات والسهرات أيام الخميس، فهو شهر الدفء والحب والجمال، وهو شهر فاصل بين الشتاء والصيف، تنتهي فيه أعمال الحرث والفدان، لافتاً إلى أن "شتوة نيسان" ضرورية حيث يقول عنها الأجداد أنها "تحيي الأرض والإنسان" كما قيل أن "شتوة نيسان تسوى العدة والفدان".

وتمنى أن تهدأ الأوضاع في سوريا، وينتهي القتل، وتعم الاحتفالات والأمان البلاد كلها، لافتاً إلى أن الحرب، قتلت في نفوس السوريين كل أشكال الفرح والسرور.

ترك تعليق

التعليق