الحرب ترفع معدّلات الولادة القيصرية في القلمون الشرقي


ارتفعت معدّلات الولادة عن طريق العمليات القيصرية في مدن وبلدات القلمون الشرقي بريف دمشق، وذلك لعدّة أسباب أبرزها، الحصار والملاحقات الأمنية لأبناء المنطقة.

في هذا الصدد قال "سامر أحمد" أحد العاملين في المجال الطبي بمنطقة القلمون الشرقي، في تصريح خاص لموقع "اقتصاد"، "أصبحت الولادة القيصرية في الوقت الراهن الخيار الأول للكثير من السيدات في منطقة القلمون الشرقي، ولا سيما أن معظم النساء الحوامل لا يستطعن الحصول على الرعاية الصحية اللازمة أثناء الولادة الطبيعية في مثل هذه الظروف، لذلك يلجأن إلى العمليات القيصرية حتى يتأكدن من أن تتم الولادة بشكلٍ آمن".

أضاف: "يدفع الخوف من آلام المخاض وعدم القدرة على الخروج إلى مشافي النظام بالنساء الحوامل إلى إجراء هذه العملية ضمن المنطقة، بهدف التخلص من حالة من الذعر والقلق والضغوطات النفسية التي تسيطر عليهن طوال فترة الحمل، في حال قررت المرأة الحامل اللجوء إلى الولادة الطبيعية، واحتاجت فجأة إلى إسعافٍ فوري إلى المشفى".

أشار "أحمد" إلى أن العمليات القيصرية في منطقة القلمون الشرقي، تضاعفت نسبتها بشكلٍ ملحوظ عمّا كانت عليه سابقاً، حيث تزيد نسبتها عن 50 في المائة من إجمالي الولادات، ذلك أن الحوامل لم يعدن ينتظرن موعد الولادة، وإنما يُفضلن الولادة بالعملية القيصرية عوضاً عن الولادة الطبيعية.

ولفتّ أيضاً إلى أن عدد العمليات التي يتم إجراؤها في كل مدينة من مدن المنطقة، تتراوح بين 1- 2 عمليات قيصرية شهرياً، تحظى جميعها باهتمام ورعاية صحية جيدة من قبل القائمين عليها.

حسب" أحمد" فإن تكلفة الولادة القيصرية في المشافي الخاصة في مناطق النظام تصل إلى 90 ألف ليرة سورية، ويعدّ هذا المبلغ مرتفعاً مقارنةً بالأوضاع الاقتصادية المتردية التي يعيشها أهالي المنطقة، في حين تقدّر تكلفتها في بعض المراكز الطبية داخل المنطقة بحوالي 35 ألف ليرة سورية.

بدورها قالت "سعاد" إحدى الأمهات اللواتي خضعن لعملية قيصرية، لموقع "اقتصاد"، "إن من أبرز الأسباب التي دفعتني للجوء إلى الولادة عبر عملية قيصرية يرجع بالدرجة الأولى إلى تردي الوضع الأمني، والتهديد المتواصل من قبل قوات النظام بقصف مدن المنطقة، فضلاً عن حالة القلق والخوف من المخاض المفاجئ، وعدم تلبية الأطباء للحالات الإسعافية الليلية خوفاً من الحوادث التي قد يتعرضون لها".

وأضافت: "وضعت مولودي الأول بعملية قيصرية خضعت لها في نقطة طبية داخل المنطقة، بسبب دواعٍ أمنية خاصة لم أتمكن على إثرها من الخروج لإجراء العملية في مشافي النظام أو حتى في المشافي الخاصة".

في المقابل أشارت "ريم" إلى أنها عانت من آلام وإرهاق شديدين لعدّة أيام بعد إجرائها للعملية القيصرية، كما أنها استغرقت وقتاً طويلاً حتى تعافت، لكنها اضطرت وبعد نصائح الطبيبة المشرفة عليها إلى الولادة القيصرية في أحد مشافي العاصمة خوفاً من آلام الولادة، ونظراً لوجود نزيف والتفاف المشيمة على عنق الجنين.

من وجهة نظرٍ طبية تبقى الولادة الطبيعية أكثر أماناً لصحة الأم، خصوصاً أنها تشعرها بارتباطها بطفلها منذ اللحظة الأولى للولادة، وتساعدها كذلك على ممارسة حياتها وإرضاع طفلها بصورة طبيعية بوقتٍ قصير، ويلجأ الأطباء في الغالب لإجراء هذا النوع من العمليات الجراحية عند وجود مخاطر تهدد حياة الأم والجنين معاً، أو عندما تتعسر عملية الولادة بصورة طبيعية.

ترك تعليق

التعليق