دوما.. اهتمام كبير بسوق المستعمل، وعساكر النظام أبرز المهتمين


ربما يتساءل القارئ عن ماهية العنوان المتعلق بهذه المادة، وما هو المقصود باهتمام عساكر النظام وميليشياته بسوق المستعمل، والذي يخص الأدوات الكهربائية ووسائل المواصلات من دراجات نارية وغيرها، في مدينة دوما.

يقول "أبو عمر" إنه من خلال مروره راكباً دراجته النارية على أحد الحواجز التابعة للنظام السوري داخل دوما، سمع صوتاً خافتاً لعسكري من الحرس الجمهوري يهمس له "تبيع الميتور؟". للوهلة الأولى لم يصدق ما سمع لكنه رد على ذلك العنصر "أديش بتدفع فيه؟".

وأضاف: "بعد جدال استمر لربع ساعة اتفقنا على سعر المبيع الذي بلغ 100 ألف ليرة سورية، وهذا بالنسبة لي جيد جداً بعدما انخفض سعر الدراجة الواحدة إلى 20 ألف ليرة سورية قبيل أيام".

ولعل أبرز ما يدور في الذهن، أن معظم عناصر النظام قد اتخذوا من مدينة دوما ملاذاً مضموناً للتجارة والبيع والشراء وجني الأرباح.

فبعد تحرينا وسؤالنا عن مصير البضائع التي تقوم العناصر بشرائها، تبين أنهم يقومون بتفكيكها وبيعها قطعاً منفردة، فسعر "الماكينة" الخاصة بالدراجة قد يصل إلى 150 ألف ليرة سورية ناهيك عن ثمن الدواليب وباقي القطع.

ولهذا السبب لا ينظر أي عنصر من عناصر النظام إلى أوراق الترسيم الخاصة بأي دراجة نارية، فلم يعد الأمر مهماً كونهم وجدوا الطريقة المثلى للبيع بأرباح خيالية.

يقول (س . ك) إن النظام السوري بعد سيطرته على مدينة دوما، قام بحملات تمشيط ودهم للبيوت دون تسجيل أي حالة اعتقال حتى اللحظة، مع تسجيل حالات كثيرة للتعفيش والسرقة، وهو ما جعل كثير من أهالي دوما يُقبلون على بيع مقتنياتهم بداعي عدم السرقة والتعفيش، بعد أن كان البيع وبأبخس الأثمان بداعي الخروج باتجاه الشمال.

وأضاف (س . ك): "لا يهم البائع إن كان سيبيع للنظام أو غيره، ولا حتى الشاري إن كان سيشتري من مدني داخل دوما أو غيره، فالمصلحة متبادلة بين الطرفين دون أن ينسى أهالي دوما ما فعله النظام بهم خلال السنوات الخمس الماضية، لكن مقارنة بالمكاسب التي تتعلق بالحفاظ على الأرواح والأموال فإن الأمر يعد عادياً بنسبة كبيرة". 

من جانب آخر، ليس وحده سوق الدراجات النارية هو الرائج في دوما، فهناك أسواق أخرى روّج لها عناصر النظام كالمفروشات وغرف النوم وبعض قطع السيارات. الأمر الذي يؤكد أنهم لم يستطيعوا سرقة المنازل بالصورة التي كانوا يأملونها، فقاموا بتنشيط حركة التجارة بغية جني أرباح كبيرة.

ترك تعليق

التعليق