إدلب.. حوادث نصب وتشليح بحجة التهريب نحو تركيا


بخلاف الحالات التي يتعرض من خلالها الفارون نحو تركيا، للابتزاز وتقاضي أموال كبيرة؛ تجري العديد من عمليات "التشليح" المدروسة والتي تمارسها عصابات من أبناء هذه المناطق بهدف الحصول على أموال طائلة بحجة التهريب إلى الأراضي التركية.

وأثارت عدة عمليات حدثت قبل أسابيع بلبلة واضحة بين المدنيين، وقال سكان من محافظة إدلب، إن عملية التهريب، باتت تحفها الكثير من الصعوبات، على رأسها انعدام الثقة ومخاطر النصب والتشليح.

وحصل "اقتصاد" على شهادة من أحد المدنيين الذين تعرضوا لعملية احتيال أفقدتهم مبلغاً مالياً كبيراً.

وروى المصدر، أنه عثر عبر الإنترنت، على رقم لشخص زعم أنه يعمل في مجال التهريب وعبر طرقات مضمونة، ما شجعه على التواصل معه للاتفاق على عملية العبور نحو الأراضي التركية، من أحد المعابر الحدودية، عن طريق إذن مسؤول تركي.

اتفق الزبون مع المهرب على سعر محدد، لقاء تمريره وأسرته ليلاً، محدداً مكاناً للقاء، ثم الانطلاق نحو المعبر الحدودي المتفق عليه.

يقول "محمود" - الضحية (اسم مستعار)، خلال حديثه لـ "اقتصاد": "وصلت إلى المكان الذي اتفقنا عليه، وبعد انتظار ساعتين أتى أحد الشبان على دراجة نارية، مدعياً أنه من طرف المهرب، لنضع أجرة العبور في أحد المخافر كطرف ثالث".

يتابع محمود: "ركبت خلف الشاب على الدراجة، وعندما وصلنا إلى طريق خال من المارة، ركب شخص ورائي وصوب سلاحه على رأسي، ثم انضم شاب ثالث ليتم إيقاعي على الأرض وضربي، وسرقة مبلغ يتجاوز ألفي دولار".

حادثة أخرى جرت عقب وصول الزبون إلى الريحانية؛ يقول صاحبها إنه نزل في أحد البيوت التابعة للمهرب، على أمل أن يتم تسفيره إلى وجهته في الأراضي التركية، لكن صاحب البيت هدده بقوة السلاح غاصباً مبلغ 1200 دولار.

وتجري عمليات نشل مشابهة لاسيما على الحدود أو بعد تجاوز الحدود من الطرف التركي حيث تترصد بعض العصابات وتعمل على تشليح المارة بقوة السلاح.

بالنسبة لمحمود؛ تمكن بعد شهر ونصف، من الحصول على نقوده، بعد محاولات كبيرة لإيقاع اللصوص، عبر الاتصال بهم من رقم آخر، على اعتبار أن المتصل، هو أحد الزبائن الراغبين في العبور نحو تركيا.

ومنذ سنوات تشهد المناطق الحدودية على الشريط المتاخم لتركيا حركة تهريب نشطة شكلت مصدراً اقتصادياً ممتازاً لعشرات الأشخاص. وغدا البعض من العاملين في هذه المهنة الخطرة، في عداد المُمتلئين مالياً، على خلفية الأرقام الباهظة التي يتقاضونها.

ترك تعليق

التعليق