درعا.. الضربة العسكرية المحتملة لم تأذن بعد ببدء لعبة التجار


على الرغم من حالة التذبذب، بين الهبوط الحاد والارتفاع السريع، الذي شهده سعر الدولار في ريف درعا الغربي، بالتزامن مع الأحداث التي تشهدها الغوطة الشرقية، إلا أن أسعار البضائع في تلك المناطق ماتزال على حالها.

تذبذب في سعر الدولار وثبات في سعر المواد

ويشير قاسم العبدالله، وهو تاجر وخريج كلية الاقتصاد، إلى أن سعر الدولار في ريف درعا الغربي ما يزال متذبذباً، إذ انخفض مساء الخميس إلى 457 ليرة، بعد أن كان قد وصل قبل 24 ساعة إلى 480 ليرة.

ورغم التوقعات بارتفاع سعر صرف الدولار إلى مستويات غير مسبوقة، خلال الأيام القليلة القادمة، في حال نفّذ الأمريكيون تهديداتهم بتوجيه ضربة عسكرية لقوات النظام وبعض مؤسساته، بقيت أسعار السلع مستقرة.

ولفت قاسم العبدالله، إلى أن العادة التي درج عليها التجار في مثل هذه الحالة، هي رفع أسعار جميع المواد، مع ارتفاع أسعار الدولار، حتى لو كانت المواد مخزنة في المستودعات، وهو الأمر الذي لم يحصل حتى اللحظة.

وأضاف أن التحكم بأسعار المواد في معظم المناطق المحررة، هي لعبة تجار، ولا تخضع لأية أسباب موضوعية، مشيراً إلى أن التاجر يفرض السعر الذي يريد دون أي محاسبة من أحد، وذلك لعدم وجود جهات فاعلة على الأرض تلزم التاجر بسعر محدد للسلعة، مع هامش ربح معين.

مبررات كثيرة يسوقها التجار للتلاعب بالأسعار

ولفت إلى أن التجار يبررون ارتفاع أسعار المواد دائماً، بسبب ارتفاع سعر العملة الصعبة، وأجور النقل نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات وسوء وضع الطرقات، التي تتسبب بأعطال كثيرة للسيارات الناقلة، إضافة إلى المبالغ الكبيرة التي تدفع كرسوم وأتاوات، لتسهيل مرور البضائع عبر الحواجز.

وأشار إلى أن القائمة التسعيرية في درعا متفاوتة جداً، بين منطقة وأخرى، فهي في مناطق سيطرة النظام تختلف عنها في مناطق سيطرة الفصائل المسلحة، كما تختلف عنها كثيراً بين شرق المحافظة وغربها، لافتاً إلى سعر لتر المازوت مثلاً، يتراوح ما بين 275 ليرة سورية و 400 ليرة سورية، وذلك حسب قرب المنطقة أو بعدها، عن أسواق المنشأ، علماً أن التاجر يحصل على المازوت بأقل من ذلك بكثير، وأحياناً بأسعار مناطق سيطرة النظام التي تكون بالعادة مدعومة.

ويقول أبو عبد القادر، 65 عاماً، وهو موظف متقاعد، إن الأسعار لا تخضع لأي منطق في المناطق المحررة، فهي مختلفة من شارع إلى آخر في نفس المنطقة، وكل بائع "يبيع على كيفه"، موضحاً أنه يرى، أن الأمر متعلق بوجود الضمير من عدمه، فهناك بائع يقبل بربح قليل، وآخر لا يكتفي بالقليل، ودائماً المبرر بأنه حصل على بضاعته بسعر مرتفع.

الخضار تتعرض لانتكاسات سعرية

من جهته، قال أبو عثمان، 55 عاماً، وهو مزارع، إن الخضار هي أكثر المواد التي تتعرض إلى نكسات كبيرة، وهبوط غير متوقع أحياناً في الأسعار في المناطق المحررة، لافتاً إلى أن الأوضاع الميدانية، وسلامة المرور على الطرقات، تتحكم في كثير من الأحيان بأسعار هذه المواد صعوداً أو هبوطاً.

وقال إن أسعار البازلاء التشرينية مثلاً، بدأت هذا الموسم بـ 300 ليرة سورية، لكنها انخفضت خلال أسبوعين من طرح الإنتاج في الأسواق إلى ما دون الـ 75 ليرة سورية، ما دفع الكثير من المزارعين إلى التوقف عن "تحويش" المحصول، ريثما تتحسن الأسعار، أو تركها تتيبس لأنها خاسرة، إذا تم بيعها بهذه الأسعار.

حركة الأسواق ليست بالمستوى المطلوب

ويشير "أبو عصام"، 38 عاماً، وهو تاجر مواد غذائية، إلى أن حركة السوق في المناطق المحررة ليست بالمستوى المطلوب، لافتاً إلى أن الوضع العام يشير إلى تراجع كبير في المبيعات، بسبب الأوضاع المادية السيئة التي فرضتها الحرب على غالبية الناس.

لكنه أضاف أن السوق بدأ بالتحسن منذ أقل من شهر، بعد طرح الإنتاج الزراعي في الأسواق، (الفول البازلاء والكوسا والخيار)، الأمر الذي مكن من توفر السيولة المالية لدى بعض الناس، لافتاً إلى أن المبيعات الآن تتركز في مجال المواد الضرورية الاستهلاكية ومواد التنظيف على وجه الخصوص.

وفي جولة لـ "اقتصاد" على الأسواق في المناطق المحررة يوم الخميس، تبين أن سعر اسطوانة الغاز لا يزال يحافظ على ما بين 5500 و6000 ليرة سورية، وليتر البنزين ما بين 350 و400 ليرة سورية وليتر المازوت ما بين 285 و350 ليرة سورية، وذلك حسب المناطق وقربها من مراكز بيع الجملة.

أما مواد السمانة فقد كانت للكغ كالتالي:

سكر 250 ليرة سورية

رز 550 ليرة سورية

عدس مجروش 350 ليرة سورية

عدس حب 300 ليرة سورية

طحين ابيض نوع جيد 200 ليرة سورية

زيت آونا لتر 650 ليرة سورية

بيض طبق 30 بيضة مابين 800 و1000 ليرة سورية

فيما كانت أسعار الخضار للكغ كالتالي:

كوسا 150 ليرة سورية

خيار بلدي 300 ليرة سورية

باذنجان 225 ليرة سورية

بندورة 300 ليرة سورية

بطاطا 165 ليرة سورية

فول اخضر 125 ليرة سورية

بازلاء خضراء 150 ليرة سورية

زهرة 200 ليرة سورية

بصل يابس 150 ليرة سورية

فليفلة حادة 500 ليرة سورية

ليمون حامض 450 ليرة سورية

فيما كانت أسعار الفواكه كالتالي:

موز 850 ليرة سورية

تفاح 400 ليرة سورية

برتقال 200 ليرة سورية

أما اللحوم فكانت كالتالي:

سمك مشط نهري 1500 ليرة سورية

فروج 850 ليرة سورية

لحم غنم 3000 ليرة سورية

لحم بقر 2800 ليرة سورية

لحم عجل 3200 ليرة سورية

يشار إلى أن الأسعار، تتفاوت بين منطقة وأخرى، ما بين 10 إلى 15%، وذلك حسب قرب المنطقة أو بعدها عن مراكز بيع الجملة، وعدد الحواجز التي تمر عبرها البضائع لتصل إلى المستهلك.

ترك تعليق

التعليق