القحط يعصف بريف حمص الشمالي.. والحصاد خالٍ من الحبوب


في ظاهرة غريبة، ونادرة الحدوث في سوريا، بدأ المزارعون بقرى وبلدات ومدن ريف حمص الشمالي المحاصر؛ بحصاد محصولهم من "الجلبانه" في الأسبوع الأول من شهر نيسان/أبريل، وقبل شهر تقريباً من موعد الحصاد، الذي يبدأ عادة في سوريا بمطلع أيار/مايو من كل عام.

وأفاد مراسل "اقتصاد" ،في حمص، أن الحصاد بدأ بسبب ارتفاع درجات الحرارة خلال فصلي الشتاء والربيع وشح الأمطار، مضيفاً أن المحصول المحصود عبارة عن قش فقط وخالٍ تماماً من الحبوب.

ونقل مراسل "اقتصاد" عن مزارعين في منطقة "الحولة"، أن قلة وشح الأمطار في هذا العام، والتي أدت إلى قحط ويباس كافة المحاصيل الشتوية البعلية، من حبوب وبقوليات، لم تحدث منذ نحو 57 عاماً، أي في ستينيات القرن الماضي.

 ووفقاً لمقياس هطول الأمطار في ريف حمص الشمالي، فإن منسوب هطول الأمطار هذا العام انخفض بنسبة تقدر بـ 70%، إذ لم يتجاوز معدل الهطول في قرى سهل الحولة ( 260 ملم) ونحو ( 200 ملم) في منطقة الرستن، بينما وصل في العام 2016 في مثل هذه الأيام إلى 700 ملم.


الإنتاج المتوقع 3 آلاف طن قمح

وقال مهندس زراعي، مشرف على عدة حقول قمح بمنطقة "تلبيسة"، لموقع "اقتصاد": "يهدد الجفاف والانخفاض الحاد في نسب هطول الأمطار مجمل المحاصيل الزراعية الشتوية البعلية للموسم الزراعي الحالي في منطقة شمال حمص، فبعد أن تدنى إنتاج محصول القمح للعام المنصرم 2017 إلى أقل من 6 آلاف طن، سينخفض هذا الرقم هذا العام إلى نحو 3 آلاف طن تقريباً، وهذه الكمية في حقول القمح المروية"، مشيراً إلى أن إنتاج المنطقة بالعام 2016، وصل إلى أكثر من 12 ألف طن قمح ونحو 10 آلاف طن شعير و 5 آلاف طن من البقوليات (جلبانه وكرسنّة وعدس).

ورداً على سؤال لـ "اقتصاد" عن المساحات القابلة للزراعة بالريف الشمالي لحمص، والمساحات الممنوع زراعتها حالياً بسبب الحرب، قال مهندس زراعي ويدعى "أبو علي عويجان": "المساحات المخصصة لزراعة الحبوب والبقوليات في ريف حمص الشمالي، تقدّر بنحو 150 ألف دونم، هناك 50 ألف دونم ممنوع زراعتها حالياً بسبب قربها من القرى الموالية للنظام وحواجز ميليشياته الطائفية"، لافتاً إلى أن هذه المساحة الزراعية الكبيرة تتوزع على قرى وبلدات "كيسين، تير معلة، الغنطو، الدار الكبيرة، حوش حجو، السعن وقرى سهل الحولة".

وأكد أبو علي، أن الريف الشمالي خسر 50% من إجمالي محصول القمح خلال سنوات الحرب، وأن شح المياه لهذا العام تهدد كامل المحصول، الذي تمت زراعته، نظراً لقلة الأمطار المطلوبة لنموه بنحو طبيعي، حيث يحتاج محصول القمح إلى نسبة كبيرة من الأمطار لا تقل عن 400 ملم سنوياً، تهطل في فصول الخريف والشتاء والربيع.


اصفرار الزرع

ويقول المزارع عبد الباسط رضوان لـ "اقتصاد": "مع نهاية شهر آذار ودخول شهر نيسان، ونتيجة الارتفاع بدرجات الحرارة وقلة الأمطار، بدأت ملامح اصفرار الزرع (جلبانه، قمح وشعير) بالظهور، وهو ما أنذر بموسم حصاد مبكر جداً دون حبوب"، مضيفاً بأن موسم حصاد "الجلبانه" عادة تبدأ في مطلع أيار/مايو، وحصاد الشعير في منتصفه والقمح مع نهايته تقريباً.


ترك تعليق

التعليق