أسعارها وأرباح تشغيلها.. العزاقات اليدوية تستأثر بفلاحة الحقول في درعا


بدأت المحاريث الآلية، أو ما يعرف شعبياً بـ "بالعزاقات"، تستأثر باهتمام المزارعين في عمليات تهوية وحراثة الأراضي والحيازات الصغيرة المزروعة بالأشجار المثمرة والمحاصيل الزراعية الأخرى، لتحل هذه الآلات الزراعية محل الجرارات الزراعية الصغيرة، والخيول وحيوانات الجر، التي تراجع الاعتماد عليها في عمليات حراثة وتهوية الأراضي المزروعة بالأشجار، بشكل كبير خلال هذا العام.

ويشير المهندس الزراعي سهيل العيسى، إلى أن العزاقات أو المحاريث الآلية التي تستخدم يدوياً، باتت من المشاريع الاستثمارية الجيدة المدرة للدخل في الكثير من مناطق درعا، بسبب الإقبال على خدماتها من قبل الفلاحين والمزارعين، لافتاً إلى أن ظهور هذه الآلات، وفّر عدداً من فرص العمل الموسمية للشباب، وحسّن من أوضاعهم المعيشية.

وبيّن العيسى أن من ميزات هذه الآلات، أنها تصل إلى أضيق الأماكن وأكثرها قرباً من الأشجار المثمرة، إضافة إلى أنها قادرة على التخلص من الأعشاب الضارة بشكل كامل، كونها مزودة بشفرات حادة، تعمل على قلب وتفكيك التربة من خلال تمكنها من الوصول إلى أعماق مناسبة، ما يسمح بتهوية المزروعات بشكل جيد.

وأكد أن التجربة أثبتت أن عمل هذه الآلات يعتبر أكثر كفاءة ومردودها الإنتاجي جيد، مقارنة مع عمل الجرارات الزراعية، وحيوانات الجر، لا سّيما في حراثة حقول الأشجار المثمرة.

ولفت إلى أن هذه الآلات باتت متوفرة في المناطق المحررة، وهي بقدرات مختلفة تبدأ من قوة "2 حصان" وما فوق، ولكل نوع منها سعره الخاص، الذي يحدد حسب النوعية والقدرة، مشيراً إلى أن أسعارها تبدأ من 2000 دولار وما فوق وتصل إلى أكثر من 3 آلاف دولار.

ويقول أبو سامر، 50 عاماً، وهو مزارع، إنه اشترى إحدى هذه العزاقات اليدوية قبل عام، لاستخدامها في خدمة أراضيه الزراعية الخاصة، لكن الطلب على خدماتها من قبل المزارعين الآخرين دفعه إلى تشغيل أحد أبنائه عليها، وحراثة بعض حقول الجوار بالأجرة، لافتاً إلى أنه يتقاضى عن حراثة كل دونم نحو 2000 ليرة سورية.

وأشار إلى أن الطلب على خدمات عزاقته، شجعه على شراء واحدة أخرى، بعد أن باع محصوله العام الماضي، وهو الآن يشغل عليها ابنه الثاني، موضحاً أنه أمّن من خلالهما، فرصتي عمل لأولاده، وحسّن من دخله إضافة إلى عنايته بأراضيه الزراعية.

فيما أكد حسن المحمد، 34 عاماً، وهو عامل زراعي، أن "العمل على العزاقة متعب جداً"، كونه يعتمد على القوة العضلية، والمشي خلف العزاقة طيلة اليوم تحت أشعة الشمس، لافتاً إلى أنه ينجز كل يوم حراثة نحو أربعة دونمات، يتقاضى عنها نحو 8 آلاف ليرة سورية، حصته منها نحو 2000 ليرة سورية، فيما يذهب باقي المبلغ لصاحب العزاقة وثمن المازوت الذي يستهلك لتشغيلها.

وأضاف أن كل دونم حراثة يستهلك نحو لتر مازوت تقريباً، لافتاً إلى أن سعر لتر المازوت في معظم مناطق درعا يتراوح ما بين 350 و400 ليرة سورية، يزداد وينقص، حسب بعد المنطقة أو قربها عن أسواق الجملة.

فيما أكد سامي عبد الهادي، 28 عاماً، وهو خريج جامعي، أنه يعمل على عزاقة مع شخص آخر، وأن ما يحرثانه يصل إلى نحو 7 دونمات يومياً، مشيراً إلى أن عملهما يبدأ من الساعة الثامنة صباحاً وينتهي عند الثالثة عصراً.

وأضاف أنه بسبب توفر عدد من العزاقات، التي تعمل في المنطقة، يضطر أحياناً إلى كسر أجرة الدونم، لأقل من 2000 ليرة سورية، مؤكداً أن عمله رغم التعب، وفّر له على الأقل فرصة عمل، تستمر لنحو ثلاثة أشهر، سيستطيع من خلالها تأمين احتياجات أسرته الضرورية.

ولفت إلى أنه يعمل مياوماً في القطاع الزراعي، ويقوم بأي عمل يوفر له بعض المال، موضحاً أن البطالة وتضاؤل فرص العمل أجبرت الكثير من الشباب على القبول بأي عمل مهما كان صعباً، ومهما كان مردوده المادي قليلاً.

وأكد أن من يحصل على فرصة عمل في هذه الظروف، يعتبر محظوظاً جداً لقلة الخيارات المتاحة، مبيناً أن عمل معظم الشباب في الوقت الحاضر، يتركز في مجالات العمل الزراعي، لا سّيما في جمع محصول البازلاء التشرينية، وحراثة الأراضي الزراعية، و"تحويش" بعض الخضار التي تحتاج إلى أيادي عاملة لفترات قصيرة.

ترك تعليق

التعليق