ما هي المعادلة التجارية بين مناطق الإدارة الذاتية الكردية ومدن الجوار؟


تعتمد معادلة التبادل التجاري بين مناطق سيطرة (قسد) ومدن الجوار في الداخل والخارج السوري على نقطتي ارتكاز هما الانفتاح الاقتصادي مع النظام ومع إقليم كردستان شمالي العراق.

وعقب سيطرتهم على منابع النفط شرقاً، امتلك الأكراد قوة اقتصادية يحتاجها النظام بشدة وهذا ما أدى للاتفاق على مصالح مشتركة بين الطرفين مبنية على الأخذ والعطاء دون أي صعوبات تذكر.

نهاية العام 2013 شكل منعطفاً كبيراً في الحرب المستعرة في سوريا. حينها سعى كل طرف من أطراف الصراع إلى السيطرة على مناطق واسعة مقتسمين 185 ألفاً من الكيلومترات، لتغدو سوريا دويلات صغيرة لا تواصل بينها سياسياً وإن كان التبادل الاقتصادي لم يتوقف.

الأكراد الذين حظوا بدعم أمريكي مفتوح سيطروا على الشريط الحدودي مع تركيا ثم نزلوا شرقاً لتكون معظم آبار النفط في سوريا بحوزتهم شرقي نهر الفرات، وهكذا شرعت الإدارة الذاتية الكردية في بيع النفط إلى النظام بشكل صريح مقابل الحصول على سلع أخرى تشمل المواد الغذائية والخضراوات والحديد.

سلع أخرى يتمكن الكرد من تصديرها والحصول على مكاسب اقتصادية من خلالها لعل أبرزها القمح الذي يذهب للنظام والمواشي التي تصدر للأخير ولإقليم كردستان العراق.

في المقابل يحصل أكراد سوريا على العديد من البضائع من كردستان العراق، منها الألبسة والأدوية والسكر والمنظفات وسلع عديدة أخرى.

ومن النظام يشتري الأكراد 80 بالمائة من خضراواتهم وذلك نظراً للواقع الزراعي المتدني في الرقة ودير الزور على خلفية الحروب الطاحنة التي جرت مع تنظيم الدولة في المنطقة.

وتقول مصادرنا إن عمليات البيع والشراء هذه لا تجري عبر الإدارة الذاتية بشكل مباشر بل يتم البيع على يد الفلاحين والتجار تحت إشراف الإدارة التي تفرض ضرائب محددة تختلف نسبتها بحسب السلع.

درجة الانفتاح بين الأكراد ومناطق النظام تعدت الجانب الاقتصادي إلى ازدهار حركة المواصلات البرية التي تربط بين مناطق سيطرة الكرد، وبين حلب ودمشق وصولاً إلى بيروت.

إضافة لذلك؛ لا يزال مطار القامشلي الذي يخضع لسيطرة النظام قيد العمل حيث تنشط حركة الطيران بينه وبين كل من اللاذقية ودمشق.

بالنسبة للمعارضة لا يمكن القول إن هناك أي اتفاق تجاري بينها وبين الإدارة الذاتية الكردية وإن كان النفط يمرر نحو مناطق سيطرة المعارضة في ادلب وأرياف حلب لكن بوساطة التهريب الذي ينشط بشكل كبير بين منبج واعزاز، وبين كوباني (عين العرب) وجرابلس.


ترك تعليق

التعليق