"أبو النور" ونجاحات مطاعمه.. قصة تبدأ في سوريا، وتمر بليبيا، لتصل ألمانيا


لم يتوقف "أبو النور"، رغم هجرته إلى ألمانيا، عن متابعة عمله الذي بدأ به في حيه الصغير "القابون".
 
أبو النور، أو كما يلقب داخل حيّه "جريش"، هاجر إلى ألمانيا قبل حوالي ثلاث سنوات بعد أن انتقل إلى ليبيا بداية الحرب، إلا أن تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا أيضاً، كان السبب في هجرة جديدة.

مطعم "بيت جدي"، افتتحه أبو النور قبل عام ونصف في مدينة "ايسن" الواقعة في ولاية شمال الراين - وستفاليا في ألمانيا، والذي عمل فيه على صنع المأكولات الشعبية الدمشقية كالفول والحمص والفلافل والفتات بأنواعها، إلا أن النجاح الذي حققه المطعم كان كبيراً.
 
"أبو النور" تحدث لـ "اقتصاد" عن مشروعه في ألمانيا، فقال: "افتتحت مطعم "بيت جدي" قبل عام ونصف في مدينة "ايسن" الألمانية. قدمت فيه الأطباق الشعبية الدمشقية المشهورة. وقبل ثلاثة أشهر افتتحت فرعاً آخر في نفس المدينة تُقدم فيه المعجنات والبيتزا".
 


وأضاف: "نقوم إضافة إلى ذلك بتلبية الطلبات الخاصة كالطبخ ومنها المندي والكباب الهندي والمطبقة وغيرها من الأكلات السورية الشهيرة ويضاف لها الشاورما والبروستد والوجبات السريعة".

"أبو النور" تحدث أيضاً عن مشروعه في حيه المدمر (القابون)، حيث افتتح مطعماً قبيل اندلاع الثورة بحوالي العامين، كان يعد فيه الطعام للأفراح والأتراح على حد سواء، كالمناسف والأوزي والفريكة.
 
كلفه افتتاح المطعم حينها حوالي 400 ألف ليرة سورية أي قرابة 8000 دولار في ذلك الوقت، إلا أنه أشار أن تكلفة المطاعم في ألمانيا كانت أكثر بكثير من تكلفة المطعم في سوريا.


أبو النور بدأ العمل أساساً في المنطقة الصناعية في حي القابون في كشك صغير كان يبيع فيه السندويش كالفلافل والبيض المسلوق والمقلي والمرتديلا، كما في معظم المناطق الصناعية في سوريا، ثم تطور فاستطاع نقل عمله إلى دكان صغيرة في المنطقة تابع فيه عمله ذاته لعدة سنوات.

ومن ثم انتقل إلى مطعمه الذي افتتح وسط حي القابون قرب صالة "المهند" الشهيرة داخل الحي، حيث بدأ عمله داخل المطعم في بيع الشاورما والمعجنات إلا أن إصراره في العمل إضافة إلى اتقانه في الطهي، حولّه إلى طاهٍ يعد الطعام للأهالي في أفراحهم وأتراحهم.


بعد اندلاع الثورة انتقل أبو النور مع زوجته إلى العيش في ليبيا وتمكن من إكمال عمله هناك أيضاً، حيث تمكن من افتتاح مطعم أيضاً، إلى أن تدهورت الأوضاع الأمنية في البلاد، وتعرض لمضايقات من قبل بعض الميليشيات المسلحة وصل بعضها إلى تهديد بسلب أمواله كان سبباً في الرحيل مرة أخرى لكن باتجاه أوروبا.

استطاع ابن حي القابون إكمال مسيرته وتحقيق النجاح بأبهى صوره، رغم جميع الصعوبات التي مر بها قبل الحرب وخلالها، إلا أن ذلك لم يثنه للحظة عن متابعة ما بدأ به.

ترك تعليق

التعليق