مصير مجهول ينتظر دوما.. وعدّاد مجزرة الكيماوي لا يتوقف


"الوضع في دوما بمثابة جحيم لا يطاق"، بهذه العبارات يتحدث أحد سكان مدينة دوما عقب سقوط غارات تحوي غازاً ساماً، أدى لخنق العشرات في الجيب المحاصر الذي تبقى من غوطة دمشق الشرقية بعد الحملة العسكرية الأخيرة التي شنها النظام وأدت لسيطرته الكاملة على معظم بلدات ومدن المنطقة المتاخمة للعاصمة.

لا يتمكن الشاب من التواصل بشكل جيد نظراً لانقطاع شبكة الانترنت والغارات العنيفة التي تتعرض لها المدينة. "النظام شن حملة غير مسبوقة والقصف هستيري لا يعرف الرحمة".

ليل أمس تعرضت مدينة دوما لأقسى عقوبات النظام والتي تمثلت باستهدافها بغاز سام يشتبه بأنه غاز السارين حصد أكثر من 100 شهيد قتلوا خنقاً وزهاء ألف مصاب.

وقال "عبد الملك عبود"، مدير فريق شباب الغوطة التطوعي لـ "اقتصاد"، "الوضع من جميع النواحي سيء للغاية"، مؤكداً أن القصف لا يهدأ على الإطلاق وعداد الشهداء والجرحى لا يتوقف.

مجزرة مروعة

استداف دوما بالغازات السامة جرى وفقاً لـ "حمزة عباس" من مركز الغوطة الإعلامي، عبر مقاتلة حربية من نوع (سيخوي 24) نفذت غارة أصابت تجمعاً للمدنيين في مدينة دوما تبين أن الغارة تحوي غاز السارين.

وبحسب عباس فإن أطباء من داخل المنطقة أكدوا أن المصابين والشهداء الذين تعرضوا لهذا الغاز تشابهوا في نفس الحالة من خروج زبد من الفم واتساع حدقة العينين.

وبث الدفاع المدني في ريف دمشق صوراً مروعة لأطفال ونساء قتلوا خنقاً وقد تطاير الزبد من أفواههم. الصور أظهرت عشرات الشهداء قضوا في أماكن نومهم في ملاجئ غير مجهزة تحت الأرض. وقال الدفاع المدني في صفحته الرسمية على فيسبوك إن "عوائل كاملة قضت خنقاً في الأقبية بقصف بحاويات وبراميل تحوي غازات سامة ألقتها الطائرات التابعة للحكومة السورية".

وتحدثت تنسيقية دوما عن "شهداء جدد، ومشاهد مروعة تدمي القلوب لعوائل ارتقت بأكملها جراء القصف الكيماوي"، مشيرة إلى أن "البحث لا زال جارياً عن عشرات الشهداء في الأبنية والأقبية، لم يتسن الوصول إليهم بعد".

مفاوضات مجهولة التفاصيل

عقب ترحيل ثوار ومدنيي بلدات الغوطة الشرقية جرت مفاوضات بين جيش الإسلام وروسيا للبحث في مصير المنطقة.

لكن المدينة تعرضت منذ يومين لغارات عنيفة جداً تستمر حتى اللحظة دون معرفة حقيقة ما يريده النظام لا سيما بعد تكهنات إعلامية أشارت إلى توقيع اتفاق مع جيش الإسلام يقضي بترحيل مقاتليه إلى جرابلس شمالي سوريا، مقابل دخول مؤسسات النظام والإبقاء على 150 ألف نسمة تعيش الآن في مدينة دوما.

وحاول "اقتصاد" التواصل مع "حمزة بيرقدار"، المتحدث العسكري باسم جيش الإسلام، للاطلاع على حقيقة ما يجري في المنطقة، لكن دون جدوى.

وعقب تهجير عشرات الآلاف من أبناء الغوطة نحو إدلب وإلى مناطق سيطرة النظام بقيت دوما وحيدة ومحاصرة من كل الاتجاهات.

وقال "عبد الملك عبود" إن الوضع المعيشي السيء بقي كما في السابق، "الحصار مستمر ولم يتغير شيء، لا تدخل السلع والمواد الغذائية إلى المنطقة نهائياً".

ترك تعليق

التعليق