الخبز في الحسكة.. واقع يختلف عما يقوله النظام، رغم دعم مفوضية اللاجئين


رغم حديث وسائل إعلام موالية للنظام عن تلاشي مشكلة نقص الخبز وتدني مستوى جودته، بعد دعم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لبعض مخابز الحسكة، ما زال الأهالي يعانون الأمرين في الحصول على رغيف سيء الجودة ويتعرضون للإهانة والتمييز على يد عناصر الشرطة ومسلحي "الاتحاد الديمقراطي" على أبواب المخبزين الرئيسيين بالمدينة.

ونقل مراسل "اقتصاد" عن موظف في فرع المخابز -فضل عدم ذكر اسمه- قوله إن الوضع على ما هو عليه، فالفساد يعمل عمله في هذا القطاع، ومستوى الجودة متدن وهناك تلاعب بوزن ربطة الخبز، وهي  ظاهرة قديمة حديثة، فمن المفترض  أن وزن ربطة الخبز 14 رغيف يكون 1450 غ لكن الوزن الحقيقي بين 950 و 1050 غ، وهذه سرقة، على حد تعبيره.

وقال الموظف إن إنتاج مطاحن الحسكة يصل إلى 400 طن يومياً، بينما تنتج الأفران الآلية جميعها نحو 300 طن  من الخبز يومياً، وهذا يعود في الغالب إلى السرقة من الطحين ومن وزن الربطة للتغطية عليه وعدم تشغيل الخط الجديد المجهز على نفقة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، مشيراً إلى تعويل المخابز الخاصة على بيع بعض حصتها من الطحين لتحقيق الأرباح.

وأوضح الموظف أن مخبز "تل حجر" الخاضع لسيطرة حزب "الاتحاد الديمقراطي" وإدارته الذاتية لا يوزع الخبز مباشرة للناس إلّا من كان لديه واسطة أو عسكري أو من "ذوي الشهداء" (قتلى الحزب كما يسمونهم).

كما أن مخبز المساكن بحي المطار أوقف البيع المباشر منذ العام الماضي وتم اعتماد معتمدين في المربع الأمني، ما زاد معاناة الأهالي، وهذا يعتبر مؤشراً لأن المشكلة موجودة، فالبيع لم يعد إلى طبيعته من منافذ البيع في الأفران والأكشاك كما في السابق، فتوجه الناس إلى السوق السوداء للحصول على الخبز من تجار تصلهم كميات معينة، من عناصر قوات النظام وحزب "الاتحاد الديمقراطي".

وزعم مدير فرع المخابز في الحسكة، يوسف الحمد، بأن ارتفاع عدد الخطوط العاملة في المدينة إلى ثلاثة واستقرار التيار الكهربائي في مخبز المدينة الأول، وتوافر مستلزمات الإنتاج من خميرة وسواها، ساهمت في تحسين نوعية الرغيف وتوافره بشكل جيّد وملحوظ مقارنة بالفترة السابقة، وفق ما نقلت عنه جريدة "الوطن" المقربة من النظام.

وأشار إلى أن إنتاج الشركة العامة للمخابز بالحسكة بلغ 300 طن من الخبز يومياً من 12 مخبزاً آلياً و3 مخابز احتياطية على مستوى المحافظة.

بدوره، يقول "أبو علاء" (39 عاماً) من أهالي حي الناصرة لـ "اقتصاد"، إن الخبز يتوزع على الأحياء الخاضعة لسيطرة مسلحي "الاتحاد الديمقراطي" من "مخبز تل حجر" المدار من قبل موظفين تابعين للنظام يشاركهم موظفو التموين التابعين لـ "الإدارة الذاتية"، مبيناً أن الفرن يعطي كميات الخبز للكومينات (مجالس الأحياء) كل ربطة تحوي 7 رغفان  بسعر 50 ليرة ليبيعها أعضاء "الكومين" بسعر 65 ليرة سورية وأحياناً 75 ليرة.

ويلاحظ – حسب أبو علاء- أن الخبز "البايت" (القديم) يوزع من قبل كومينات الأحياء العربية مثل حي "المعيشية" و"النشوة" ليشتريه الأهالي مجبرين، لأن الأسعار في السوق السوداء 200 ليرة للربطة التي تحوي 14 رغيفاً أي بزيادة 35 ليرة.

أيضاً، الخبز لدى المعتمدين في مناطق سيطرة النظام وسط الحسكة يباع بسعر 65 ليرة للربطة تحوي 7 أرغفة، بينما تباع ربطة الخبز السياحي (7) أرغفة بسعر 125 ليرة، وخبز التنور رغيف واحد بسعر 45 ليرة سورية، وفق الرجل.

وفي حال فكر المواطن العادي – حسب أبو علاء- الحصول على الخبز من الفرن مباشرة فعناصر الشرطة على أبواب مخبز "المساكن" وعناصر PYD على أبواب مخبز "تل حجر" لا يوفرون الإهانات للرجال والنساء والولدان، فكثير من الأحيان يذهبون للفرن الساعة السابعة ليلاً ويعودون منه الساعة السابعة صباحاً من أجل "ربطين خبز".

وكان مدير مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين روبين الكسندريان، أعلن عن خطة العمل للربع الأول من 2017  لصيانة 4 مخابز عامة، اثنين في مدينة الحسكة واثنين في مدينة القامشلي، لتحسين واقع إنتاج مادة الخبز التي يتم توفيرها للمواطنين واللاجئين.

ترك تعليق

التعليق