زهيدة وبالكاد تؤمن معيشة بسيطة.. هذه هي أجور العمال في محافظة إدلب


لا تتنوع فرص العمل بشكل واسع في إدلب، كما تعتبر أجور العمال قليلة للغاية في المحافظة التي تديرها المعارضة منذ سنوات، في حين تعيش شريحة واسعة من سكان المنطقة في فقر شديد.

العديد من المهن توقفت. وفي المقابل شهدت مهن أخرى كالبناء وتكرير وتجارة المحروقات، رواجاً كبيراً، كون المنطقة مفتوحة على تركيا تجارياً. لكن مع ذلك؛ لازالت الأجور بالكاد تسد الرمق بالنسبة لآلاف العمال الذين يعيشون في المحافظة.

أتقن "إسماعيل" صنعة الحلويات منذ سنوات وحاول العثور على فرصة عمل مناسبة في مدينة إدلب، ليتمكن أخيراً من العمل في محل حلويات بأجرة يومية لا تتجاوز 2000 ليرة.

ويقول اسماعيل لـ "اقتصاد": "من المفترض أن تكون أجور من يمتلك الخبرة في مجال الحلويات أكثر من 5 آلاف ليرة يومياً لكن ضعف الحركة التجارية على بضاعتنا إضافة لطمع بعض أصحاب المحلات أدى لتقلص الأجرة إلى حدود النصف".

دوام اسماعيل اليومي يعتبر طويلاً، فهو يبدأ عمله في الثامنة صباحاً لينتهي في نفس التوقيت مساء وهكذا يقضي 12 ساعة يومياً بمجموع أجور لا تتجاوز 150 دولار في أفضل الأحوال.

مع أن دوامه لا يتجاوز ثماني ساعات إلا أن "هيثم" يشتكي من عدم موازاة المجهود الذي يقضيه في العمل كعامل بناء، مع الأجر الذي يحصل عليه عن كل يوم من العمل المضني والشاق في نقل الرمل والإسمنت وصب الباتون وحمل الأحجار.

هيثم يحصل بحسب حديثه لـ "اقتصاد" على 1500 ليرة كأجرة عن يوم كامل. "هذا ظلم فظيع، ماذا يمكن أن يشتري هذا المبلغ الذي لا يتجاوز 3 دولارات؟".

في ذات السياق، تتشابه الأجور التي يدفعها المزارعون لعمال (الفعالة) الذين يعملون ضمن مواسم قطاف الزيتون والكمون وقلع البطاطا وغيرها. وعادة تتراوح الأجور بين 1500 وألفي ليرة كحد أعلى بينما يحصل البعض على ألف ليرة فقط لقاء يوم كامل من العمل الشاق.

بالنسبة للمصالح والمهن التي تحتاج لخبراء (معلم مصلحة) كالبلاط والطيان و(المعمرجي) ونجار الباتون، غالباً لا يتجاوز الأجر اليومي للعاملين فيها 4 آلاف ليرة بمعدل 8 أو 9 دولارات يومياً.

ويشكو البعض من عدم وفرة فرص العمل في سائر هذه المهن عدا مهنة حراقات الفيول التي لم تتوقف إلا في ظل أزمة المحروقات التي شارفت على الانتهاء.


ترك تعليق

التعليق