سوري يتحول إلى المستثمر رقم واحد في إنتاج المناديل الورقية بالسودان


قفز عدد المستثمرين السوريين في السودان خلال الفترة ما بين 1995 و2011 إلى ثلاثة آلاف مستثمر بعد أن كان العدد لا يتعدى الـ 200 مستثمر -وفق مراقبين-. ويشير هذا العدد الكبير نسبياً إلى أن البيئة الاستثمارية في هذا البلد الإفريقي جاذبة وتتوفر فيها كل المقومات التي يبحث عنها أصحاب المال.

وتقدر إحصاءاتٌ غير رسميّة عدد السوريين المتواجدين في السودان خلال المرحلة الحالية، بما يتجاوز الـ 200 ألف. وارتفع عددهم في الأشهر الأخيرة، بعد تقييد تركيا دخولهم إلى أراضيها.

ومن رجال الأعمال السوريين الذي لجؤوا إلى السودان وحققوا نجاحاً اقتصادياً لافتاً فيها، خلال السنوات الماضية، "زايد الخضر"، الذي انتقل من تجارة قطع تبديل السيارات في مدينة حمص السورية قبل الحرب إلى أحد المسثمرين الكبار -شمال شرق أفريقيا - من خلال تأسيسه لمصنع زينة لمنتجات الورق الصحي هناك بطاقة انتاجية لم تألفها البلاد من قبل في هذا المجال من الصناعة.


انتقل الخضر من سوريا إلى الأردن بدايةً، بعد اشتداد وطأة الحرب عام 2014. ونظراً لعدم توفر فرص عمل والمجال الضيق للاستثمارات اضطر للانتقال ثانية إلى السودان ولمس هناك -كما يقول لـ"اقتصاد"- أن الشعب السوداني طيب ومضياف ورغم كونه بلداً فقيراً إلا أنه يحوي الكثير من فرص العمل والإنتاج.


لذلك توجه الخضر –كما يروي- لتأسيس مصنع للمناديل الورقية. وكان المشروع بمثابة مغامرة غير محسوبة العواقب، وذلك لأن ثقافة المناديل الورقية لازالت جديدة في هذا البلد النامي. ولكن الخضر تمكن بفضل المناخ الإستثماري التشجيعي-كما يقول- من تأسيس مشروعه متجاوزاً العديد من العراقيل والصعوبات التي لا يخلو منها أي مشروع استثماري، وبات مشروعه الآن الأول على مستوى السودان رغم وجود حوالي 40 شركة أخرى في هذا المجال.


يقع مصنع زينة لمنتجات الورق الصحي في منطقة "بحري صناعات" شمال الخرطوم، ضمن المثلث الحضري الذي تتكون منه العاصمة المثلثة السودانية، وهي منطقة تضم العشرات من المعامل والورشات.

 ويتمثل عمله -بحسب محدثنا- بقص وتغليف الرولات (المادة الخام) التي يتم استيرادها من الصين أو من شركة الشرق الأوسط التي يديرها المستثمر السوري "جديع نزال الخالدي" في مصر.


 وأشار الخضر إلى أن شركته تنتج أربعة أنواع من المناديل الورقية بأسماء مختلفة وهي "زينة" و"لميس" و"البلازا" و"بالميرا " بداية من الـ 100 ايزي باك مروراً بالـ 250 التي يكثر عليها الطلب، ووصولاً إلى عبوات الـ 550 منديل ناعم. وهذه المنتجات تعد ذات رواج في السوق المحلي والأسواق المجاورة.


 وأكد محدثنا أن إنتاجه اليومي يتجاوز الـ1200 طرد بشكل يومي مباعة بشكل تقريبي وكل طرد يحوي 24 علبة بعبوات وأحجام مختلفة، لافتاً إلى أن لديه 10 عمال سوريين وحوالي 40 عاملاً وعاملة سودانيين، وهناك مكنتان تعملان بشكل متواصل وتم مؤخراً إضافة ماكينة لانتاج مناديل الجيب يقوم على تشغيلها حوالي 20 عاملاً.

 وينوي الخضر -كما يقول- توسيع حقيبته الإستثمارية لتشمل مناديل المطبخ وحفاظات الأطفال والفوط النسائية.
 

وأكد الخضر أن الصناعيين السوريين باتوا يسيطرون على حوالي 90% من الصناعات والمشاريع الاقتصادية في السودان، وتتوزع هذه الصناعات–كما يوضح-على مصانع البلاستيك والنايلون والكرتون والزيوت والمواد الغذائية والعصائر والسكاكر والمعلبات الغذائية، وكلها–كما يقول-استثمارات صناعية حقيقية أسهمت في رفد الاقتصاد السوداني، وتوفير فرص عمل وتدريب الكثير من الأيدي العاملة السودانية.


 ولفت الصناعي القادم من حمص إلى أن المستثمر السوري في السودان لا يتم التعامل معه على أساس أنه أجنبي بل يحظى بتعامل يذهب في اتجاه التأكيد على أنه جزء لا يتجزأ من السودان، مؤكداً أن الحكومة السودانية منحته مؤخراً أرضاً في منطقة "السوبا" طريق مدني، بسعر تشجيعي مخفض ليقيم عليه مصنعاً جديداً بموجب قانون الاستثمار السوداني الصادر عام 1999 والذي يشبه إلى حد كبير القانون رقم 10 الذي صدر في سوريا قبل سنوات الحرب.

ترك تعليق

التعليق