القطاف والتجريز والتوريق.. يؤمن عشرات فرص العمل في الغوطة الغربية لدمشق


أخيراً، تمكنت السيدة "أم شفيق" من ادخار مبلغ 300 ألف ليرة جراء عملها المتواصل في تجريز البقدونس والسبانخ في البساتين الشاسعة التي تضمها الغوطة الغربية لدمشق.

تبدو أم شفيق سعيدة بإنجازها في ظل ندرة فرص العمل لها ولمثيلاتها في المنطقة. أم شفيق فقدت زوجها منذ 3 سنوات بعد اعتقاله على أحد حواجز دمشق وغدت من حينها المعيل الوحيد لثلاثة أطفال، ووفرت لها المساحة الخضراء المزروعة بأصناف متنوعة من البقوليات في منطقتها فرصة عمل ذهبية أمنت لها بعض الأموال.

يدأب المزارعون في بساتين الكسوة وخان الشيح والديرخبية ودنون وكناكر وغيرها على قطاف منتوجاتهم من الزراعة الشتوية كالفجل والخس والبقدونس والكزبرة والسبانخ إضافة للفول والبازلاء وهذا ما وفر لعشرات الأشخاص والعائلات القاطنة حول المنطقة فرص عمل مستمرة باستمرار المحصول.

من هذه الناحية؛ لم تكن أم شفيق هي المرأة الوحيدة التي تعمل في مجال الزراعة فهناك المئات غيرها من النساء. إضافة لذلك يتواجد الأطفال العاملون بكثرة حيث يرسلهم آباؤهم لجني بعض المال لاسيما مع ندرة فرص العمل ومع ذلك حتى الرجال يتوافدون بالعشرات للعمل.

"عائلات كاملة تعمل هنا"، تشير سيدة عشرينية تدعى "سهام".

هذه السيدة تحصل على أجور مقبولة لقاء عملها في قطاف الفول الذي يتجمع أمامها في أكوام كبيرة بعد قلعها من قبل المزارعين.

تتقاضى سهام 100 ليرة لقاء كل 20 كيلو من الفول والبازلاء وتقول لـ "اقتصاد": "يمكنني من خلال هذا العمل تأمين مصرف أسرتي اليومي".

إضافة لقطاف الفول تتوفر أعمال أخرى تتعلق بحراثة المزروعات وتفريغ النباتات (تقييط) حيث يدفع أصحاب المزارع 300 ليرة لقاء كل ساعة من هذه الأعمال.

بالنسبة لتجريز الفجل والسبانخ والبقدونس والبصل الأخضر يحصل العاملون على ليرة ونصف عن كل جرزة بينما يتقاضون مبلغ 75 ليرة لقاء توريق (مشق) الكيلو الواحد من الملوخية.

يسعى العاملون في مجال قطاف البقوليات لتأمين أموال كافية، لاسيما وأن فرصة التجريز والتوريق وغيرها لا تتكرر غالباً سوى مرة واحدة كل سنة عقب بدء حصاد الموسم الشتوي من الزراعة في المنطقة.

ترك تعليق

التعليق