مشاريع زراعية حديثة أدخلها الوافدون، أغنت اقتصاد السويداء


تعتبر الزراعة في السويداء من أعمدة الاقتصاد المهمة بالنسبة للسكان وخصوصاً بعد تراجع النمو الصناعي والتجاري فيها، ودخول أعداد كبيرة من الوافدين للمدينة وريفها ساهموا بإدخال أنواع جديدة من الزراعة على المحافظة التي كانت زراعتها تقتصر على أشجار الفاكهة والأشجار المثمرة.

وخلافاً لكل جوانب الحياة الاقتصادية التي شهدت تراجعاً وتقهقراً خلال السنوات السبع الماضية، شهدت الزراعة ازدهاراً نسبياً، لاسيما بتلك المشاريع الزراعية التي أنشأها الوافدون، والتي أغنت الواقع الاقتصادي للسويداء وسوقها التجاري.


الزراعة قبل الثورة

تقسم المشاريع الزراعية في السويداء لعدة أقسام، وتأتي الزراعة البعلية في المقدمة، وتعتمد على مياه الأمطار، ومن أهم محاصيلها (القمح والشعير والحمص). وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة بهذه المنتوجات حوالي ( 40 ) ألف هكتار وفقاً للمهندس الزراعي، "جمال علاء الدين".

وقال "علاء الدين" لـ "اقتصاد": "يعتبر القمح من المحاصيل الاستراتيجية، حيث تبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالقمح تقريباً حوالي ( 18 ) ألف هكتار بمعدل إنتاج ( 10 ) آلاف طن، ويتم تقسيم المحصول إلى قسمين، ويأخذ مركز حبوب السويداء حوالي 70 % من الإنتاج بسعر 140 ل.س للكيلو الواحد، أي ما يعادل المليار ليرة سورية، ويبقي المركز للمزارع (30 ) % من المحصول فقط".

وتابع "علاء الدين": "تأتي الأشجار المثمرة في المرتبة الثانية، وعلى رأس القائمة (التفاح والعنب والزيتون)، حيث تبلغ مساحة الأرض المزروعة بأشجار التفاح بحوالي ( 15 ) ألف هكتار بعدد أشجار يقدر ( 2,5 ) مليون شجرة مثمرة، وبقدرة إنتاجية تفوق (45) ألف طن سنوياً، ويتم تصريفها عبر المؤسسة العامة للتسويق والخزن، وعبر تجار محليين ويتراوح سعر الكيلو الواحد بين (110 إلى 230 ) ل.س حسب الحجم والنوع".

وأردف "علاء الدين": "تبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون حوالي (10) آلاف هكتار بقدرة إنتاجية تقدر بحوالي ( 15 ) ألف طن من الزيتون ويتم جني قرابة ( 1200 ) طن زيت زيتون، ويبلغ سعر كيلو الزيت الواحد  ( 1750 ) ل.س"، مشيراً إلى أن الأراضي المزروعة بالعنب أيضاً تبلغ مساحتها حوالي ( 9500 ) هكتار أي حوالي ( 4 ) ملايين شجرة مثمرة بقدرة إنتاجية تقدر تقريبا بحوالي ( 35 )  ألف طن، ويسوق الإنتاج في السوق المحلية ومعمل التقطير ومعاصر الدبس".


زراعات حديثة

تعتبر الزراعة المروية زراعة حديثة نوعاً ما في السويداء، وهي زراعة ساهم الوافدون من المحافظات السورية المنكوبة بإدخالها للمحافظة منذ سبع سنوات تقريباً.

وأوضع "نور الدين محمد"، مهندس زراعي من الوافدين، في حديث لـ "اقتصاد"، أن المزارعين من غوطة دمشق ساهموا بنشر هذه الزراعة بنسبة 80 %  من مساحات الأراضي المروية ككل، بعد أن كان اعتماد السويداء على درعا في هذا النوع من الزراعة، وهذا لأنها تحتاج رأس مال عال ولاعتمادها على آبار المياه الخاصة، مشيراً إلى أن أهم المحاصيل الخضروات بأنواعها، في الوقت الذي تبلغ فيه المساحة المزروعة بحوالي (900 ) دونم، ويتم تصريف المحاصيل في السوق المحلية وأسواق دمشق.

وأشار (محمد) إلى أن "هذه الزراعة وعلى الرغم من مساهمتها بتخفيض أسعار الخضار داخل المحافظة عن طريق إنشاء الكثير من الأسواق لتصريف هذه المحاصيل، إلا أن المزارعين العاملين فيها يعانون من مشاكل كبيرة أهمها سرقة محاصيلهم من قبل بعض الشبيحة واللصوص، وغلاء الأسمدة والمبيدات الحشرية بشكل كبير".


اقتصاد زراعي

تصنف السويداء على أنها محافظة فقيرة صناعياً وتجارياً، وبأن الاعتماد الأكبر في مصادرها المالية على المغتربين والقطاع الزراعي، ويؤمن المدخول الزراعي القدر الأكبر من ميزانية السويداء ومن المتعارف عليه في التعاملات التجارية بأن أوقات الانفراج الاقتصادي تتلو كل موسم زراعي.

من جانبه "حسان نصر"، صاحب العديد من المشاريع الزراعية في السويداء، قال: "تحتل زراعة الزيتون الصدارة بهذا الاقتصاد على حساب الزراعة البعلية، وذلك لعدة أسباب أهمها شح موسم الأمطار، والناتج القليل للزراعة البعلية، وذلك لعدم توفر البذار الجيد والمعقم، ولأن أشجار الزيتون لا تحتاج للكثير من العناية".

واعتبر "نصر" أن زراعة التفاح تنتصر على زراعة العنب لضعف تسويق محصول العنب، وصعوبة تخزينه وغزارة إنتاجه بوقت قصير جداً، مما يؤدي في أحيان كثيرة لتلف المحصول أو تدني جودته وينعكس سلباً على سعره.

وأضاف "نصر" لـ "اقتصاد": "شهدت المشاريع الزراعية المروية نهضة قوية وسريعة، وازدادت المساحات المزروعة للضعف في العامين الماضيين، وذلك لوفرة الماء من خلال حفر الكثير من الآبار في ظل غياب السلطة، بعد أن كان حفر آبار المياه ممنوعاً في المنطقة".

واعتبر "نصر" أن الزراعة على امتداد الحدود مع منطقة اللجاة ومحافظة درعا تأثرت وتراجعت لعدة أسباب، أهمها تعرض عدد من المزارعين لعمليات خطف من قبل عصابات منظمة، ومقتل بعض المزارعين جراء عمليات اشتباك في المناطق الحدودية، والتعديات على المحاصيل من قبل رعاة الأغنام.



ترك تعليق

التعليق