بالصور: "اقتصاد" يجول في "الحمام الدمشقي" بالرحيبة


لقي مشروع "الحمام الدمشقي"، في مدينة الرحيبة في منطقة القلمون الشرقي، بريف دمشق، إقبالاً كبيراً من قبل أهالي المدينة، حيث أخذوا يواظبون في الآونة الأخيرة، على زيارة الحمام الذي يعدّ الوحيد والأول من نوعه في المنطقة، مدفوعين بشوقهم للعادات الدمشقية القديمة التي أصبحت بحكم المفقودة نتيجة الظروف الراهنة التي تعيشها البلاد.

في السياق ذاته، قال أحمد حمرة، مدير "الحمام الدمشقي" بمدينة الرحيبة، في تصريح خاص لـ"اقتصاد": "أُقيم الحمام الدمشقي بهدف إحياء التراث القديم بالدرجة الأولى، وقد تولدت فكرة إنشاءه في مدينة الرحيبة، بعد تجربة الكثير من المشاريع المعروفة والتي باتت كثيرة جداً، بسبب الاكتظاظ السكاني الموجود في المدينة، مثل: المطاعم والسوبر ماركات، ومحلات الملابس".

وأضاف: "توصلنا إلى قناعة بإقامة مشروع غير مألوف في مدينة الرحيبة، شريطة أن يكون فريداً من نوعه في المنطقة، وأن لا يحتاج إلى مواد أوليّة غير متوفرة أو صعبة المنال، ولا سيما في ظل انعدام وسائل الرفاهية بفعل ما تعيشه البلاد من أوضاع أمنية متردية".

وأوضح أنه وعلى الرغم من "ضعف الإمكانيات وشح مواد البناء، وافتقارنا إليها، وخصوصاً مادتي (الإسمنت، الحديد)، تمّ الانتهاء من المشروع بعد مدّة ثلاثة أشهر، وكان العمل في معظم الأحيان لساعات متأخرة من الليل، بغية استكمال التجهيزات اللازمة لافتتاح "الحمام الدمشقي" بأسرع وقت أمام الزبائن".


حول الأقسام التي يتكون منها "الحمام الدمشقي"، أشار حمرة، إلى وجود قسم خارجي لاستقبال الضيوف وزبائن الحمام، ويضم مكتب الإدارة وغرفة ضيافة، وفيه خزائن الأمانات والتي يضع فيها الزبون أغراضه الشخصية، ويأخذ مفتاحه معه بـ"مطاطة" توضع في يده، ثمّ يليه مباشرةً "البراني"، وهو عبارة عن صالة واسعة معدّة للجلوس، عند الانتهاء من الاستحمام، وفيها مناظر جميلة تحاكي إلى حدٍ كبير التراث الدمشقي القديم من نحاسيات قديمة وبحرات مياه ومجلس عربي من الطراز القديم المرتفع عن الأرض.

وتابع حمرة بالقول: "أمّا القسم الثاني فهو "الوسطاني"، وهو القسم الأخف سخونة من حيث درجة الحرارة، وفيه يتم الاستحمام، في حين يطلق على القسم الثالث "الجواني"، وتكون درجة الحرارة فيه أعلى من سابقه وفيه تتم عمليات التكييس والمساج".

إضافةً إلى ذلك، يحوي "الحمام الدمشقي" على غرفة بخار تكون فيها الحرارة مرتفعة جداً، ويمكن للزبون اختيار درجة الحرارة التي يفضلها، كما أنها تتسع لسبعة أشخاص، وهي معزولة تماماً عن المحيط  للحفاظ على حرارتها.


يرى أمير عبد الله، أحد أبناء الرحيبة، أن وجود "الحمام الدمشقي" أمرٌ جيد في مدينته، ورغم دفع الشخص أموالاً مقابل الاستحمام، إلا أنه يحصل على استرخاء ونظافة وسهرة جميلة قريبة من تلك الموجودة في حمامات دمشق العريقة.

وقال عبد الله في حديث خاص مع "اقتصاد": "بدأت أرتاد "الحمام الدمشقي"، مع أصدقائي، ومنذ افتتاحه نواظب جميعاً على زيارة الحمام نهاية كل أسبوع تقريباً، إذ لم يعد يشكل الحمام بالنسبة لنا مكاناً للاستحمام والاستمتاع بالماء الساخن فحسب، وإنما بات مكاناً لاجتماع الأصحاب وللتسلية والترفيه عن النفس".

خدمات وأطعمة منوعة

وفيما يخص الخدمات التي يحصل عليها الزبائن أثناء ارتيادهم لـ"الحمام الدمشقي"، بيّن حمرة، أن الحمام يقدّم كوباً من الشاي الساخن كضيافة باسم الحمام للزبون، وهناك أنواع عدّة من المشروبات الساخنة والمفيدة متل (الزهورات، الكمون، الليمون، الميلو، الكابتشينو، النسكافيه) وجميعها بأسعار موحدّة وهي 200 ليرة سورية.


لفتّ حمرة، إلى أن تكلفة الدخول للشخص الواحد، تتراوح بين  800 إلى1500 ليرة سورية، ذلك أن لكل مادة من الحمام سعر معين، أي أن حمام مياه مع حمام بخار 800 ليرة فقط، وليفة وصابونة 200 ليرة سورية، وتكييس 250 ليرة سورية، ومساج ومعالجة 250 ليرة سورية، وعلى هذا تصبح القيمة الإجمالية 1500 ليرة سورية، وللزبون حرية اختيار التكييس والمساج أو لا، في حين تبلغ تكلفة الحجز عن ليلة واحدة بـ10 آلاف ليرة سورية، وهي تختلف باختلاف عدد الساعات والأشخاص.

وختم حديثه مع "اقتصاد" أن هناك أصناف متنوعة من الأطعمة يقدمها مطعم صغير أنشئ ضمن "الحمام الدمشقي"، وهو يتميز بمأكولاته الدمشقية القديمة مثل: الفول والحمص والمجدّرة وبابا غنوج والفتّات بأنواعها، إلا أنه عادّ ونوّه إلى أن أشهر الأطعمة المقدّمة لديهم في الحمام هي أكلة المجدّرة.


ترك تعليق

التعليق