في يوم رحيله.. قصة الفتاة التي كانت مسؤولة عن عدّ أنفاس وزير الاقتصاد الأسبق


توفي اليوم الأربعاء، وزير الاقتصاد السوري الأسبق، الدكتور عامر حسني لطفي، وذلك بحسب نعوة تبادلها أصدقاؤه، بينما غاب خبر وفاته عن وسائل إعلام النظام والموالية له، على الرغم من أنه تولى العديد من المناصب الحكومية كان آخرها رئيس هيئة تخطيط الدولة في العام 2010.

والدكتور عامر حسني لطفي من مواليد 1956 في حمص، وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في التحليل الاقتصادي من جامعة بروكسل الحرة ببلجيكا، وشغل منصب وزير الاقتصاد والتجارة بين عامي 2004 و 2010..

وتم استخدام عامر حسني لطفي، خلال توليه وزارة الاقتصاد، لتمرير الكثير من سياسات النظام الاقتصادية التي كانت ترمي، لسيطرة رجال الأعمال على الاقتصاد السوري، وبالذات تحكيم قبضة رامي مخلوف على هذا الاقتصاد، بينما كان يعلن للكثير من زواره والمقربين إليه بأن جميع القرارات التي كانت تتخذ باسم وزارته لا دخل له بها، وفي كثير من الأحيان لم يكن يعلم بها.

وفي عهده تم سحب سلطة وزارة الاقتصاد عن المصارف السورية، وإتباعها بوزارة المالية، التي كان يتولاها محمد الحسين، وهو الأمر الذي أضعف كثيراً من سلطة وزارة الاقتصاد على النقد السوري، وتحولت إلى وزارة شكلية، لا عمل لها سوى توقيع القرارات والاتفاقيات مع الجهات والدول الأخرى، دون الاطلاع عليها.

وقد أسر الدكتور لطفي، لكاتب هذه السطور في العام 2009، أنه أُجبر على توليه منصب وزير الاقتصاد، عندما كان مدرساً في كلية الاقتصاد في جامعة حلب، حيث فوجئ باسمه بين الوزراء، ليكتشف بعد فترة، أنهم يضعون فتاة في مكتب صغير داخل مكتبه في الوزارة، وكانت مهمتها التجسس عليه وعلى حديثه مع ضيوفه.

وروى لي يومها، قصته مع هذه الفتاة، وكيف أنه لم يستطع نزعها من مكتبه إلا بعد أن التقى ببشار الأسد شخصياً، وطلب منه نقلها، بينما حاول في السابق مع رئيس الوزراء ومع عدد من الجهات الأمنية، دون أن يفلح.

وقال لي في ذلك اللقاء، كيف أنه أجبر على إصدار قرار هو ووزير الزراعة، يخص مناطق معينة في ريف دمشق، في يعفور والصبورة، وكان يهدف لإجبار أصحاب الأراضي على بيع أراضيهم لرامي مخلوف، ثم بعد ستة أشهر طلب منهم طي القرار، كي يستفيد منه رامي مخلوف مجدداً..
 
الرحمة لروح الوزير عامر حسني لطفي.

ترك تعليق

التعليق