نماذج عن التجارب والتكاليف.. مشاريع تربية الحمام والأرانب تنشط في درعا


شهدت تربية الدواجن في محافظة درعا، إقبالاً ملحوظاً من الشباب، وذلك في ظل تراجع فرص العمل المتاحة، نتيجة تعطل دورة الإنتاج الاقتصادي واقتصارها على بعض المهن التي تلامس حياة المواطنين بشكل مباشر.

ويشير أحمد الحوراني، 38 عاماً، وهو أحد مزاولي هذه المهنة، إلى أن تربية الدواجن كالأرانب والحمام، باتت مهنة الكثيرين من الشباب في القرى المحررة، باعتبارها من المهن المربحة التي لا تحتاج إلى رؤوس أموال كبيرة، بسبب توفر النباتات العشبية والحبوب في كل منزل تقريباً، الأمر الذي يوفر على المربين ثمن طعام الدواجن بالمقارنة مع البيئة المدنية.

وأضاف أن تربية الحمام والأرانب، غالباً ما تتم على أسطح المنازل أو في الحواكير المنزلية، أو في أماكن مخصصة لها قرب المنازل، مشيراً إلى أن كل ما تحتاجه هذه المشاريع الاقتصادية الصغيرة، حظائر بسيطة وأقفاص، وأسيجة معدنية، مجموع تكاليفها لا يتجاوز 50 ألف ليرة سورية. فيما يحتاج المشروع كاملاً والذي يضم شراء الأمهات أيضاً، إلى نحو 100 ألف ليرة سورية.

ولفت إلى أن إنتاج مشاريع تربية الدواجن، يبدأ بعد شهرين أو ثلاثة من إطلاق المشروع، مشيراً إلى أن سعر الزوج الواحد من الأرانب، بعمر شهرين، يتجاوز الـ 3000 ليرة سورية، يزداد وينقص السعر حسب النوع والحجم. بينما يصل سعر زوج الحمام من النوعيات المتداولة التي تستخدم لحومها بالطعام، إلى نحو 1500 ليرة سورية. فيما يصل سعر بعض الأنواع إلى نحو  100 ألف ليرة سورية، مثل "السكسوني" وأحياناً إلى أكثر من ذلك  بعشرات المرات، لكنها نادرة الوجود في المنطقة.

وأضاف أن أسعار الحمام والأرانب، تختلف حسب النوع، ونقاء النسب، موضحاً أن الأرانب والحمام من الطيور من الحيوانات الولّادة سريعة التكاثر، ويزداد تكاثرها بشكل كبير إذا ما وجدت البيئة المناسبة، والعناية البيطرية والاهتمام، وخاصة التغذية العلفية والعشبية المناسب، مثل القمح والنباتات الخضراء والخبز.

ويقول أبو عمار، 40 عاماً، وهو عسكري منشق من ريف درعا الشرقي، إنه كان يربي بعض طيور الحمام على سطح منزله كهواية، مثل غالبية سكان الريف، لافتاً إلى أنه لم يكن يتوقع أبداً، أن تدور عليه الأيام، وتصبح هذه الطيور القليلة، نواة لمشروع اقتصادي، يدر عليه دخلاً مقبولاً، بعد أن فقد عمله.

وأضاف أن العدد الذي كان لديه سابقاً لا يتجاوز العشرة أزواج، لكن وأمام الحاجة إلى دخل مساعد، لجأ إلى توسيع مشروعه من خلال رفده بأنواع وأعداد جديدة من الحمام، ليصبح  مشروعاً نافعاً يؤمن من خلاله حاجة أسرته من اللحوم، إضافة إلى بعض المصاريف الضرورية من خلال بيع "الزغاليل"، التي تلقى إقبالاً على لحومها من بعض أهالي المنطقة.

ولفت إلى أن لديه الآن، أعداداً كبيرة وأنواعاً مختلفة من الحمام، مشيراً إلى أن من أهم الصعوبات التي تواجه هذه التربية، هي صعوبة الحصول على الأدوية البيطرية، وارتفاع أسعارها، يضاف إلى ذلك هروب بعض طيور الحمام إلى مناطق أخرى، نتيجة القصف، مما يجعلها عرضة للسرقة والصيد.

وأشار إلى أن أهم أنواع الحمام المعروفة في المنطقة، هي "الأبلق" و"الفلاحي" و"القرنفلي" و"الزيتوني" و"الهزاز"و "الكشميري" و "الهندي" "الجكلي" و "القرقاطي"، لافتاً إلى أن تربية بعض هذه الطيور أصبحت تشكل مصادر دخل مربحة لأصحابها، في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد.

من جهته أكد غسان سيف الدين، 42 عاماً، وهو معلم مدرسة، أنه وجد ضالته في تحسين دخله، في مشروع صغير لتربية الأرانب، لافتاً إلى أن مشروعه يتكون من حظيرة مساحتها نحو 30 متر مربع، زودها ببعض التجهيزات والتقسيمات لتكون مكاناً مناسباً للتكاثر.

وأضاف أن مشروعه كلفه نحو 75 ألف ليرة سورية، كانت ثمن نحو عشرة  أزواج من الأرانب، ذات النوعيات المختلفة، أحضرها العام الماضي، وبدأ يعتني بها، لافتاً إلى أن من أهم الصعوبات التي واجهت مشروعه هو نفوق عدد من المواليد الصغار في كل مرة.

وحول الأنواع المتوفرة في المنطقة، أشار إلى أن من أهم الأنواع هي "البلدي" و"الفراش" و"الفراش المحسن" و "الفرنسي" و"الجامبو" و"الفلندر"، مشيراً إلى أن هذه الحيوانات تضع مواليدها كل أربعين يوماً، وتضع في كل مرة ما بين 4 و 8 مواليد فيما تضع بعض الأنواع ما بين 8 و 12 مولوداً و أحياناً 18 مولوداً.

وأضاف أن أوزان هذه الأرانب تصل إلى ما بين 3 و 15 كغ، ويصل سعر الزوج منها إلى ما بين 3 آلاف و 25 ألف ليرة سورية، وذلك حسب النوع والوزن، لافتاً إلى أن مشروعه عدا عن أنه يؤمن لأسرته مادة اللحم، ساهم أيضاً في تحسين وضعه المعيشي.

ترك تعليق

التعليق