سوق المحروقات يتهاوى في إدلب عقب دخول دفعات من المازوت عبر عفرين

يشهد سوق المحروقات انفراجة واضحة في محافظة إدلب عقب الإعلان عن سيطرة الجيش الحر مدعوماً بالطيران التركي، على مدينة عفرين التي تعتبر صلة الوصل بين معبري اعزاز - دارة عزة، حيث يؤكد تجار من المحافظة تهاوي أسعار مادة المازوت إلى النصف تقريباً، لاسيما بعد دخول صهاريج محملة بهذه المادة إلى محافظة إدلب.

وعقب إطلاق معركة "غصن الزيتون"، عانى قرابة 3 ملايين نسمة يقطنون إدلب من ندرة المحروقات وارتفاع أثمانها لعدة أضعاف كون المنطقة تعتمد على المحروقات القادمة من المنطقة الشرقية (الرقة - دير الزور) عبر عفرين، كمصدر رئيسي.

وفور دخول قوات "غصن الزيتون" إلى مدينة عفرين، التي كان يسيطر عليها ميليشيات كردية، حدث انهيار مفاجئ في سوق المحروقات، لاسيما المازوت المكرر والمازوت الأوروبي.

ومع دخول أول صهريج محمل بالمحروقات إلى إدلب انخفض سعر المازوت الأوروبي إلى 400 ليرة بينما لم يتوقف هبوط الأنواع العديدة للمازوت المكرر.

بحر مازوت

يجلس "صفوان سيد يوسف" على شرفة منزله في منطقة قاح بريف إدلب، حيث يتمكن من متابعة الصهاريج المحملة بالوقود القادمة عبر طريق عفرين.

يوسف استهل حديثه لـ "اقتصاد" بالقول، "فات بحر مازوت"، مشيراً إلى أن الدفعة الأولى دخلت إلى إدلب في الساعة السابعة والنصف من مساء أمس الإثنين.

مجموع الكميات التي دخلت وفقاً لشهادة "يوسف" تتجاوز 200 صهريجاً كبيراً دخلت بشكل متقطع. لكن مرور المازوت متوقف حالياً دون معرفة سبب واضح.

الأصناف التي دخلت هي المازوت العسلي والأحمر، إضافة لمادة الكاز. بينما لم يدخل أي صهريج محمل بالنفط الخام (فيول) حتى اللحظة.

وهوى سعر برميل المازوت إلى أقل من 50 ألف ليرة في حين كان يباع بـ 90 ألفاً فما فوق قبل أيام قليلة.

وتوقع تجار من محافظة إدلب انخفاضاً جديداً مع استمرار دخول المحروقات القادمة من المنطقة الشرقية عبر عفرين.

وقال "أبو محمد" وهو تاجر من إدلب لـ "اقتصاد": "أتوقع انخفاض سعر المازوت إلى 200 ليرة لليتر الواحد ". بينما قال "صفوان سيد يوسف"، إنه يتوقع وصول برميل المازوت خلال يومين أو ثلاثة إلى 40 ألف ليرة.

وتابع: "السوق لا تزال عطشى. عندما يصبح لدينا اكتفاء سيهبط السعر أكثر وأكثر".

واليوم الثلاثاء سجل مازوت (رويس) بحسب سوق معصران 50 ألف ليرة للبرميل الواحد، في حين يباع العسلي بـ 51 ألفاً، و(رميلان أصفر) بـ 52 ألف ليرة.

وتوفر المازوت بكميات كبيرة في السوق المذكور، لكن هناك تفاوت في الأسعار كون الوضع غير مستقر والأسواق لم يتم تغطيتها بالمحروقات حتى الآن.