صعود جديد في إيجارات المنازل بدمشق.. ما هي أسبابه؟


نتيجة لأزمة السكن التي تشهدها دمشق جراء موجات النزوح التي توافدت عليها من مختلف المحافظات، لم يصدق "أمجد" ابن الريف الدمشقي، أنه وجد بيتاً للإيجار. البيت المكون من غرفة صغيرة وصالون لم يتجاوز إيجاره 18 ألف ليرة حينها. لكن ماذا حصل حتى بات صاحبنا يدفع اليوم 80 ألف ليرة كإيجار لنفس المنزل الذي يعيش فيه منذ سنتين؟

مع أنها تعج بعدة ملايين من السكان استطاعت دمشق استيعاب مئات الآلاف من النازحين الذين بدؤوا بالتوافد إليها نهاية 2012 عقب احتدام المعارك في عشرات المدن والبلدات السورية.

هذه الموجة تلتها مثيلاتها على مر سنوات الأزمة السورية ما يؤدي إلى ارتفاع في أسعار الإيجارات مرة تلو الأخرى.

لكن الإيجارات شهدت عقب توافد نازحي المنطقة الشرقية العام الفائت ارتفاعاً غير مسبوق مع تشديد كبير في الشروط وقفزات نوعية في الأسعار.

أمجد على سبيل المثال كان قبل عدة أشهر يدفع 50 ألف ليرة لكن موجة النزوح الأخيرة قفزت بهذا الرقم إلى الضعف تقريباً. لا يخفي أمجد خلال حديثه لـ "اقتصاد" امتعاضه من هذه المشكلة عسيرة الحل لكن، "ما باليد حيلة وأين يذهب المرء بأسرته في هذه السنوات العجاف؟".

حالة أمجد تكررت مع "وداد" التي كانت تدفع 50 ألف ليرة كأجرة لمنزل مؤلف من غرفتين وصالون في حي المهاجرين. فجأة قفز السعر ليغدو 300 دولار أي في حدود 140 ألف ليرة وحول هذا تعلق وداد، "لا يمكننا استبدال هذا المنزل ببيت آخر في ضواحي العاصمة. فالأزمة عامة. والأسعار مرتفعة جداً في كل مكان".

تؤكد وداد أن الصعود الأخير في أسعار الإيجارات تسبب به اكتظاظ دمشق بمئات مهجري الرقة ودير الزور الفارين من الحرب التي كانت مشتعلة مع تنظيم الدولة. "البعض منهم كان يدفع بدون أي مبالاة وربما يدفع عن سنة كاملة مع تأمين يتجاوز 300 ألف ليرة وهذا ما رفع الأسعار".

تأكيداً للمعلومات التي أدلت بها وداد تلقى "اقتصاد" معلومات عن أشخاص من المنطقة الشرقية استأجروا في دمشق أو البلدات المتاخمة لها بأسعار كبيرة.

أحد الأشخاص من دير الزور دفع 450 ألف ليرة عن ثلاثة أشهر بمعدل 150 ألف عن كل شهر وهذا ما أسال لعاب أصحاب العقارات ليحصلوا على المزيد من الأموال حيث وصل الأمر ليطلبوا من نازح رقاوي مبلغ 200 ألف ليرة شهرياً والدفع لسنة كاملة مع تأمين بـ 300 ألف ليرة.

ترك تعليق

التعليق