هل تريد الدخول إلى تركيا، عبر إيران؟.. تعرّف على التفاصيل


بعد تعذر الحصول على الفيزا إلى تركيا، للسوريين في لبنان، إلا ما ندر، بدأ بعض السوريين يبحثون عن بدائل وطرق أخرى، أغلبها غير شرعي، من خلال أعمال التهريب عبر البحر أو البر، وآخرها، جواً إلى إيران ومن ثم براً إلى تركيا.

العبور إلى تركيا من لبنان عبر إيران

أجرى "اقتصاد" حواراً مع الشاب "إبراهيم" حول تجربته في العبور إلى تركيا منطلقاً من لبنان عبر إيران، حيث لا يحتاج السوري فيزا للدخول.

بعد لجوئه إلى لبنان منذ عام تقريباً، لم يستطع "إبراهيم" السفر إلى تركيا عبر الطرق الشرعية، فالحصول على الفيزا بالنسبة للسوري من السفارة التركية في لبنان بات أشبه بالمستحيل، فلم يجد طريقة سوى السفر من لبنان بالطائرة إلى إيران ومنها يتم العبور عبر الجبال بطرق غير شرعية  للوصل إلى تركيا.

كيف تم الاتفاق مع المهربين؟

تم الاتصال بشخص عبر الهاتف بعد الحصول على رقمه من أحد المعارف الذي خاض التجربة سابقاً معه.

وتم الاتفاق مع أحد الأشخاص للحجز من مكتب سفريات يتعامل عادةً معهم، حيث يتم تجميع عدة أشخاص بمجوعات للسفر من مطار بيروت إلى طهران، وغالباً في نفس رحلة الطيران. ( تم جمع إبراهيم مع شخصين آخرين خلال 3 أيام).

وعن التكلفة التي تحملها السوري "إبراهيم"، بيّن لنا أن كامل العملية كلفته (1500) دولار أمريكي حيث يحصل المهرب على 900 دولار، و400 دولار ثمن تذكرة الطيران من بيروت إلى طهران بالإضافة لمصاريف أخرى، من تنقلات وطعام.

ويتم تسليم المبلغ المتفق عليه للمهربين بعد العبور والوصول إلى تركيا، حيث يقوم الشخص العابر بالاتصال بطرف وسيط لتسليم المبلغ وممكن أن يكون نفس مكتب الطيران الذي تم الحجز من خلاله، أو أي طرف آخر متفق عليه.

ويبدو أن التعامل يتم مع مكتب محدد له صلات وثيقة بالأطراف القائمة على أعمال التهريب والتي تشكل شبكة من الأشخاص في لبنان وإيران وتركيا.

بعد إقلاع الطائرة من لبنان إلى طهران، يتم الصعود بسيارة من باب المطار بشكل مباشر باتجاه الحدود، وقد اضطر محدثنا للبقاء لمدة يوم داخل إيران في منطقة قرب الحدود التركية الإيرانية، واستكمل المسير في اليوم التالي، وكان المهربون قد جمعوا ما يقارب 50 شخصاً منهم 5 أشخاص سوريين والبقية أغلبهم من جنسيات باكستانية وأفغانية.

 ويتم النزول من السيارة على بعد ساعة مسير على الأقدام باتجاه الحدود التركية، للالتفاف على جبل تتمركز فيه قوى حرس الحدود التركية مما أدى إلى زيادة ساعات المشي إلى 8 ساعات، وتم استلامهم من مهربين أتراك، حيث تم العبور إلى ولاية "وان" التركية في مناطق جبلية تابعة لمدينة DOĞUBEYAZIT.

وتمتاز المناطق الآهلة بالسكان في حدود الجانبين الإيراني والتركي بأنها قرى صغيرة أغلب سكانها من الأكراد، ومما لاحظه محدثنا تعامل "الأكراد الإيرانيين" بشكل جيد مع الأشخاص الذين يتم تهريبهم، بما فيهم السوريين، حيث قدموا الطعام والماء البسيط بشكل مجاني، على العكس من ذلك كانت معاملة الأكراد في الطرف التركي جافة وصارمة، حيث تم احتساب حبتين بندورة ورغيف خبز بـ (10) دولار و(5) ليترات ماء بـ (10) دولار  وهو ماء غير جيد النوعية معبأ بجالونات بلاستيكية.

ومما لاحظه محدثنا أيضاً أنه لا يوجد حرس حدود إيراني وإنما فقط في الجانب التركي، لذا عمل المهربون على الالتفاف حول مناطق وجود حرس الحدود التركي، لمسافات استغرقت ساعات طويلة، وقد تضطر للمبيت في البرية لمدة يوم أو ليلة كاملة للعبور للعمق التركي.

 بعد العبور حول الجبال والوصول للوجهة المقصودة، يتم التنقل عبر وسائل النقل البرية بشكل أفضل، وبعد الوصول لوجهتك المتفق عليها، يتم تسليم المبلغ المتفق عليه عبر الاتصال بالوسيط أو الشخص الضامن.

هل تستطيع العائلات العبور بنفس الطريقة؟

السفر إلى إيران للسوريين متاح بدون فيزا، ولكن المشي عبر الجبال ولساعات طويلة جداً يجعل عبور النساء والأطفال شبه مستحيل وشاقاً للغاية ولا ينصح به. وغالباً ما يتم العبور في فترات بعد نيسان وفي الصيف، ولا يتم استخدام هذه الطرقات في فصل الشتاء بسبب الثلوج والبرد القارص.

ترك تعليق

التعليق