"كذبة".. إعادة الإعمار بحمص القديمة
- بواسطة حمص - خاص - اقتصاد --
- 15 آذار 2018 --
- 0 تعليقات
بعد مضي نحو أربع سنوات من خروج عناصر المقاومة السورية من أحياء حمص القديمة، بموجب اتفاق مع النظام، إلى أين وصلت نسبة إعادة الإعمار "الكاذبة"، التي طبّل لها النظام كثيراً؟، وماذا قدّمت بلدية "حمص" والمنظمات والجمعيات الإغاثية للسكان العائدين؟، وماهي نسبة هؤلاء من العدد الكلي لسكان أحياء مدينة حمص المدمّرة؟
وأخيراً ما هي كمية الأنقاض التي تم ترحيلها؟
في التحقيق التالي، يحاول مراسل "اقتصاد" في حمص الإجابة عن هذه الأسئلة وأسئلة أخرى.
6.5 مليار ليرة
بعد خروج عناصر المقاومة السورية من حمص القديمة، في أيار/مايو من العام 2014م، وسيطرة النظام وميليشياته على أحياء حمص القديمة، قام رئيس حكومة النظام، مع مجموعة من وزراءه، بزيارة أسواق وأحياء حمص القديمة المدمرة، وأعلن وقتها عن خطة إسعافية، بقيمة 6.5 مليار ليرة سورية، أي ما يعادل 38.2 مليون دولار( حينما كان سعر صرف الدولار بحدود 170 ليرة سورية)، بهدف إعادة إعمار أسواق وأحياء حمص القديمة، التي دمّرتها قوات النظام وميليشياته.
وعلم مراسل "اقتصاد"، أن هذا المبلغ لم يخصص فعلياً لإعادة إعمار حمص، إلا في مطلع العام الجاري 2018م، بعد أن انخفضت قيمته من 38 مليون دولار إلى 12 مليون دولار إمريكي حسب سعر الصرف الحالي (465 ليرة سورية)، إذ أعلن" طلال البرازي"، محافظ حمص في نهاية العام الماضي 2017م، أن عملية إعادة الإعمار الشاملة، ستنطلق منتصف العام الجاري، مضيفاً أن بعض المجهودات الذاتية من سكان المدينة لإزالة آثار الدمار بدأت منذ سنتين، وأن الحكومة خصصت 6 مليارات ليرة سورية لإعمار حمص، والقسم الأكبر منها سيذهب لتنفيذ بعض المشاريع الخدمية، مثل الصرف الصحي وتعبيد الشوارع واستبدال شبكات الكهرباء.
واعترف "البرازي" بأن نسبة الهدم والدمار، في بعض أحياء حمص مثل "الخالدية "و"باب عمرو"، تتراوح ما بين 70 إلى 80%.
انعدام مظاهر الحياة
على الرغم من مرور أربع سنوات تقريباً على عودة أحياء حمص القديمة، وست سنوات على عودة حي "باب عمرو" رمز الثورة في حمص، إلى كنف النظام، لم تشهد الأحياء المذكورة نهضة خدمية أو معمارية تذكر، وحسب شهادات لسكان من أحياء حمص القديمة لـ "اقتصاد"، فإن مظاهر الحياة الطبيعية شبه معدومة، فركام الأبنية ما زالت في مكانها، ونسبة السكان العائدين إلى بيوتهم المدمّرة تتراوح ما بين 25% في أحياء "بستان الديوان والورشة والحميدية"، وغالبتيهم من المسيحين الموالين للنظام، و5% في أحياء "باب عمرو".
ترميم الأسواق الأثرية
أكدت مصادر أهلية من داخل مدينة حمص لـ "اقتصاد" أن ما تم ترميمه خلال السنوات الأربع الماضية، وعلى حساب الأمم المتحدة، هو الأسواق الأثرية بمدينة حمص، والتي تعود للعهدين الأيوبي والمملوكي، وبعض الكنائس في حي الحميدية، وأهمها كنيسة "أم الزنار" التاريخية.. ومدرسة الغسانية ومطعم "قصر جوليا دومنا" و"قصر الزهراوي الأثري"، وجزء بسيط من الجامع "النوري الكبير"، القريب من الأسواق القديمة، وأن كل قامت به بلدية "حمص" خلال السنوات الماضية، هو ترحيل نحو "800 ألف" طن من الأنقاض لفتح الشوارع الرئيسية، ولم تدفع حكومة النظام حتى الآن، أي مبلغ مالي للسكان، الذين تضررت منازلهم بأحياء حمص القديمة بشكل جزئي أو كلي.
يقول "أبو جورج"، موظف متقاعد ومن سكان حي "بستان الديوان" لـ "اقتصاد": "بيتي يزرب من السقف بسبب قصف النظام، وأنا مستأجر حالياً بحي باب السباع، بمبلغ 30 ألف ليرة شهرياً وغير مفروش". وأضاف: "نحمد الله ما عندنا أمراض مزمنة غير الضغط".
ورداً على سؤال لـ "اقتصاد": "لماذا لم تعود إلى منزلك حتى الآن؟". قال "أبو جورج": "قبل الرجوع إلى المنزل عليك إظهار وثيقة ملكية للشرطة والأمن، وهل أنت مطلوب أمنياً أو جنائياً، بعدها تقوم البلدية بالكشف الأولي على المنزل، وهناك كشف آخر للبلدية أيضاً بعد ثلاثة أشهر من الكشف الأول، ومن ثم يحّول تقرير الكشف إلى المحافظة، وبعدها عليك الانتظار عدة سنوات لتحصل على تعويض لا يتجاوز 10% من كلفة إعادة إعمار أو ترميم منزلك".
وبخصوص عمليات الترميم التي تقوم بها الجمعيات الخيرية، قال "أبو جورج": "الجمعيات الخيرية يقومون بترميم واحد بالمائة من المنازل المتضررة جزئياً فقط، وكل ما يقدمونه هو إعادة ترميم أبواب وشبابيك وجدران المنزل ، وفي حال كان سقف البيت مثقوباً جراء القذائف الثقيلة، يرفضون طلبك كلياً".
وتقول الموظفة (ن - ر) من سكان حي "الحميدية" بحمص القديمة لـ "اقتصاد": "لم أقدم طلباً للبلدية لترميم منزلي المتضرر جداً بسبب القصف المدفعي والصاروخي. أعمل حالياً على إصلاحه على نفقتي الخاصة، بالرغم من أنني من أصحاب الدخل المحدود جداً". وأكدت (ن - ر)، بأن الذي يملك مالاً، يقوم حالياً بإصلاح منزله، بعدما انتظر قرابة أربع سنوات من وعود مجلس مدينة حمص والجمعيات الخيرية.
التعليق