الـ "كاسر".. من أبرز مشكلات السوريين في لبنان


تشابهت الأجوبة علينا عند سؤالنا للكثير من السوريين المقيمين في لبنان، عن ظروفهم هناك. الجواب كان دائماً، "وضعنا زفت.. ومالنا مستقرين". دفعنا هذا الجواب للبحث أكثر عن طبيعة اللجوء في لبنان، وشروطه وطريقته.

"أبو عمر"، سوري في لبنان يقيم في منطقة شتورا، قال لـ "اقتصاد"، إن صعوبة المعيشة في لبنان تتجلى بغلاء الأسعاء وندرة فرص العمل.

موضحاً: "حرية التنقل بين المدن اللبنانية عائق كبير أمام الكثيرين حيث يمكن إيجاد فرص عمل جيدة".

ترجع مسألة حرية التنقل إلى الخوف من المساءلة القانونية والتعرض للاعتقال على الحواجز اللبنانية، فيما يتعلق بالسوريين المنقضية إقامتهم ولم يجددوا أوراقهم.

ومن النادر أن يجدد السوري إقامته في لبنان حيث يعرف بـ "كاسر"، وهو المصطلح المتداول على ألسنة السورريين غير المجددين لأوراقهم.

أسباب كثيرة تعيق مسألة التجديد أعقدها إيجاد الكفيل اللبناني، وهو قرار أُصدر منذ ثلاث سنوات، يقضي بأن يكون لكل سوري كفيل لبناني مسجل باسمه عقارات أو شركات.

كما ويشترط الكفيل - إن وجد - مبلغاً معيناً يترواح بين ٣٠٠ للـ ٦٠٠ دولار ويحق له أن يكفل عدداً محدداً، وتبلغ تكلفة تجديد أوراق الإقامة ٢٠٠ دولار سنوياً لكل فرد.

وبحسبة بسيطة لعائلة مكونة من أربعة أشخاص فإن تكلفة تجديد الأوراق تصل إلى ٨٠٠ دولار بالإضاقة لمبلغ الكفيل في حال قَبِل أن يكفل جميع العائلة، وفي لبنان ليس للكثيرين القدرة على دفع مثل هذا المبلغ، لأن الدخل البسيط لا يتناسب مع المصروف، كما يصف "قاسم"، وهو شاب مقيم في لبنان منذ ثلاث سنوات.

"أستطيع تدبر أمري من هنا وهناك دون أوراق نظامية"، يوضح قاسم، ويضيف: "ولكني أبتعد عن الحواجز التي قلما تصادفني لأنني أتجنب النزول إلى المدن الكبيرة كـ بيروت مثلاً".

وبحسب مطلعين فإن الدخل اليومي للفرد السوري بلبنان لا يصل لأكثر من ٢٠ دولار، وهناك أشخاص يعملون بـ ٧ دولار فقط. وفي لبنان قد يصبح المهندس عامل بناء.

الكثير ممن التقاهم "اقتصاد" عبّروا عن استياءهم من الوضع المعيشي وحالات العنصرية والتضييق الذي يتعرضون له، معتبرين أن إقامتهم بلبنان مؤقتة، بانتظار العودة لسوريا أو منحهم حق التوطين في بلد آخر.

الجدير بالذكر أن أعداد اللاجئين السوريين بلبنان تراجعت إلى أقل من مليون بحسب تقرير صادر عن مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أواخر العام الماضي.

ترك تعليق

التعليق