مدينة حلب حرامٌ على نازحي عفرين، إلا بالمال.. والبديل، قرى العرب المُفرّغة


 أكدت مصادر محلية أن "الوحدات" الكردية سمحت للنازحين من عفرين بالتوجه إلى مدن وبلدات في ريف حلب الشمالي، وأوضحت أن هذه المناطق العربية الخاضعة لسيطرة الوحدات هي مناطق فارغة من سكانها الأصليين وتشهد هدوءاً نسبياً من بينها أناب وفافين وحربل ودير جمال.

وبيّنت المصادر أن الوحدات اضطرت إلى ذلك تحت وطأة المطالب الشعبية، نتيجة الضغط السكاني الهائل الذي تشهده مدينة عفرين، بسبب نزوح أهالي الريف نحو المدينة.

وفي مطلع العام 2016، وبدعم جوي روسي سيطرت الوحدات الكردية على تل رفعت وبلدات أخرى بمحيطها بعد معارك مع المعارضة، مستغلة في حينها اجتياح تنظيم "الدولة الإسلامية" لكامل ريف حلب الشمالي.

 من جانبه بيّن مدير موقع "nso"، ضرار خطاب، لـ"اقتصاد"، أن وجهة النزوح الرئيسية للأهالي من قرى عفرين هي مركز المدينة الذي لا يزال بعيداً عن معارك "غصن الزيتون".

لكن وبحسب خطاب فإن مدينة عفرين لم تعد قادرة على استيعاب النازحين. وأشار خطاب إلى منع الوحدات الأهالي من التوجه إلى مناطق سيطرة النظام في حلب، مقابل السماح بذلك لمن يدفع مبالغ مالية لعناصرها ولمليشيات بلدتي نبل والزهراء.

 وأضاف أن الوحدات قررت مؤخراً السماح للنازحين بالتوجه إلى بعض البلدات والقرى الفارغة من السكان التي تقع على مقربة من مدينة تل رفعت، بعد أن تم تهجير سكانها الأصليين ومنعهم من العودة إلى منازلهم حتى الآن، علماً بأن هذه البلدات تقع تحت سيطرة الوحدات منذ مطلع العام 2016.

 من جانبه اتهم ناشط سياسي  كردي، الوحدات، بإجبار الأهالي على النزوح من ريف عفرين قبيل تقدم قوات "غصن الزيتون" إلى مناطقهم، متسائلاً "لماذا يتم إفراغ القرى التي تقترب منها "غصن الزيتون" بشكل جماعي، وبشكل مبرمج".

وأضاف الناشط طالباً عدم الكشف عن اسمه خلال حديثه لـ"اقتصاد"، وهو من عفرين، أن الوحدات بتصرفاتها هذه إنما هي تتآمر على قضية الشعب الكردي في سوريا، حسب وصفه. وعلّق: "هم يقتلعون الأكراد من جذورهم".

لكن الإعلامي ضرار خطاب خالف الناشط، ليؤكد أن الأهالي يغادرون من تلقاء أنفسهم هرباً من المعارك التي تدور في قراهم قبيل السيطرة عليها من قبل "غصن الزيتون".

وفي السياق ذاته، ناشدت صفحات إخبارية، النظام، بالضغط على "الوحدات"، حتى تسمح للنازحين بالتوجه إلى مدينة حلب.

 وطالبت الصفحات الموالية بأن يتم إلغاء المبالغ المالية الكبيرة التي يفرضها حاجز بلدة نبل على حركة المدنيين إلى حلب، والتي وصلت إلى نحو400 ألف ليرة سورية على الشخص الواحد.

وكان المتحدث باسم أمين عام الأمم المتحدة ستيفان دوغريك، قال قبل يومين للصحفيين إن "الوحدات الكردية في عفرين، لا زالت مستمرة بمنع المدنيين من التوجه إلى مناطق آمنة".

ترك تعليق

التعليق