نشطاء يُوقفون تمويلاً دولياً لنظام الأسد بـ 300 مليون دولار في مجال الاتصالات


نجح عدد من الناشطين والمهندسين المعارضين، في إيقاف تمويل لنظام الأسد بحوالي 300 مليون دولار، على هامش مؤتمر الكونغرس العالمي للجوال، الذي يُعقد بتنظيم من الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول (GSMA) في مدينة برشلونة الإسبانية خلال الفترة ما بين 26 فبراير/شباط ومطلع مارس/آذار 2018.

 التمويل، عبارة عن قرض طويل الأمد، سيتم سرقته من جيوب السوريين. وقد تمكن معرقلو التمويل من إقناع الجهة المانحة بإيقافه بعد تقديم شهادات ووثائق تظهر حجم الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد.

 وروى المهندس التقني والمعارض "وائل الخالدي"، الذي شارك في المؤتمر، في تصريحات لـ"اقتصاد"، أن حكومة الأسد تقدمت منذ أكثر من ستة شهور بطلب لمنظمة "الآي تي يو" التابعة للأمم المتحدة والتي تهتم بدعم الدول في مجال الاتصالات لتمويل شبكة اتصالات جديدة في سوريا مدعية أن "العصابات المسلحة"-حسب وصفها-، هم من يقومون بتعطيل التواصل مع المدنيين، وباعتبار أن حق التواصل مفروض ومشروع للجميع كانت الأمم المتحدة ذاهبة باتجاه تمويل النظام بقرابة الـ 300 مليون دولار.


 وأردف محدثنا أن الكل يعلم أن هذه العملية هي تحايل من النظام باعتباره أصلاً هو من يقوم بقصف المناطق الآهلة بالمدنيين وتخريب البنى التحتية لها، وهو يحاول بذلك التملص من الحظر الدولي للتعامل معه، وكان يمكن لهذه المهمة المكشوفة-كما يقول- أن تخرج عن إطار الحظر الدولي المفروض على النظام باعتبار أنها دعم من الأمم المتحدة، كـ الـ 400 مليون دولار التي استلمها لصالح النظام، عبر ما يُسمى بـ"الهلال الأحمر السوري" العامل تحت إمرته، وذلك عن طريق الصليب الأحمر، في بداية العام 2012، واستفاد النظام منها كثيراً بدعم شبيحته بالمساعدات حيناً وببيع قسم كبير منها للمليشيات القادمة وللمدنيين حيناً آخر.
 
وأردف محدثنا أنه سعى مع عدد من النشطاء "الأحرار"، الذين شاركوا بالمؤتمر عبر منظمات وشركاء دوليين، لتوضيح أن مشاريع النظام هذه ليست أكثر من مشاريع تحايل وأن هذا المبلغ هو تجاوز واضح للحظر المفروض على النظام بإرادة دولية.

الخالدي أشار إلى أنه أراد مع عدد من رفاقه إيصال رسالة للمشاركين في المؤتمر أن عالم الاتصالات في سوريا محتكر لعائلة مخلوف الذين ينفقون على عائلة الأسد ومن شأن هذا المبلغ الضخم المقدّم على طبق من ذهب أن يزيد جرائم النظام بحق السوريين وسيستفيد منه في تحريك الكثير من العمليات الوهمية والبيع والشراء وخاصة أن المبلغ أكبر من التكاليف الحقيقية للمشروع الذي لا يحتاج سوى لشراء بعض الأبراج الصينية.

 واتهم الخالدي شركة "هاواوي" بالتواطؤ مع النظام رغم وجود مشاكل بينهما، وتمكن المشاركون الأحرار-كما يقول- من توسيع الفجوة بينهما من خلال الضغط المباشر أو نشر المقالات التي تفضح علاقة الشركة العالمية المعروفة بالنظام مما جعل التعامل بينهما صعباً.

وكشف محدثنا أن مدير الهيئة الناظمة للاتصالات في حكومة النظام "بكر بكر"، ووزير الإتصالات في حكومة النظام، كانا حاضرين في مؤتمر برشلونة أملاً بالحصول على الموافقة لتمويل الدعم أو وعداً بالتمويل على الأقل، ولكنهما باءا بالفشل.

 ولفت الخالدي إلى أن هذا الاجتماع هو السابع في سياق دراسة التمويل. وتم رفض طلبين سابقين للنظام للحصول عليه. وفي المرة الثالثة –كما يقول الخالدي- قدم النظام طلبه بصيغة استجداء أخذ لبوساً إنسانياً مع إلحاح بدعوى أنه حق للمدنيين وأنه لا يمكن معاقبتهم بهذه الطريقة. ولكن المتصدّين للتمويل تمكنوا –كما يشير- من الحصول على رفض قاطع ودائم لتمويل أي قطاع تابع للنظام، مستعينين بقرارات الإتحاد الأوروبي وقرارات أخرى عدة تنص على منع تمويل النظام في ظل وجود الأسد، لأن أي تمويل مستقبلي للنظام هو إعانة له على قتل الشعب السوري.

وأبان محدثنا أن الهدف الأساسي والوحيد من الحراك في مجال الاتصالات هو محاولة لإيقاف النظام المجرم عن مواصلة جرائمه وحشره في الزاوية الضيقة أقله في عالم الإتصالات، مثنياً على الدور الإيجابي لعدد من مؤسسات الإتصال والمجتمع المدني في كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في إيقاف تمويل النظام وكشفه أمام العالم.

ويركز معرض برشلونة العالمي للجوالات بشكل رئيسي على أهم المنتجات الجديدة في عالم الهواتف الذكية, وذلك من خلال مشاركة عديد كبير من الشركات المصنعة للهواتف الذكية وعلى رأسها شركة سامسونج الكورية وشركة هواوي الصينية بالاضافة إلى كل من إل جي، وسوني، وغيرها من بقية الشركات.


ترك تعليق

التعليق