هذا ما يحدث يومياً على طابور الخبز في العاصمة دمشق


أمام الطابور الكبير المؤلف من ثلاثة أقسام، تقدمت إحدى النسوة مخترقة الصفوف لتحصل على حصة الأسد من الخبز. حملت المرأة عشرات ربطات الخبز واضعة حمولتها على أحد الأرصفة لتبيعها بسعر مضاعف.

ومع أن سعر ربطة الخبز لدى حكومة النظام يقدر بـ 50 ليرة، تبيع هذه السيدة الربطة الواحدة بسعر ربطتين، لكن لا يستطيع أحد توجيه أي كلمة لها فهي الضابطة المسؤولة عن الطابور المخصص للنساء المتجمهرات أمام الفرن.

وتقول "منال"، وهي إحدى سكان العاصمة، لـ "اقتصاد"، إن هذه الحادثة ومثيلاتها تتكرر يومياً على الأفران التي غالباً ما تظل مزدحمة بعشرات الزبائن الذين يصطفون في ثلاثة طوابير طويلة، الأول مخصص للرجال، والثاني للنساء، بينما خصص الطابور الثالث لعساكر النظام الذين يأخذون أدوار غيرهم بحجة أنهم "حماة الوطن".

يومياً تشهد منال عشرات الحوادث المتعلقة بالواسطات والمحسوبيات التي لم تسلم منها حتى أفران الخبز بدمشق.

أحدهم يحجز دوراً قبل وصوله إلى مكان الفرن بمعية الضابطة المسؤولة. والآخر يحصل على كمية أكبر من الكمية المحددة مستثمراً صلاته الجيدة مع العاملين خلف النافذة الصغيرة للفرن.

وفي كثير من الأحيان يبرز بعض الزبائن بطاقات عسكرية للحصول على كمية وافرة من الخبز بأسرع وقت أو لأكثر من مرة. وربما يتاجر هؤلاء بربطات الخبز بأسعار مضاعفة.

وفقاً لـ "سلمى"، وهي امرأة أخرى من سكان دمشق؛ تحدث مشاجرات يومية أمام الفرن الغاص بالنساء والرجال والأطفال. وقد تصل حدة الشتائم المتبادلة إلى الضرب بالأيدي والأقدام، وفقاً لحدة الموقف ولكمية الصراخ المنبعثة من حناجر المتشاجرين.

وتقول "سلمى" لـ "اقتصاد"، إن مجمل هذه النزاعات تتعلق بالتسلط على دور أحدهم، أو في الحصول على كمية أكبر من تلك التي حددتها الدولة والمقدرة بـ 200 ليرة من الخبز.

ويشتكي العديد من سكان العاصمة من صعوبة الحصول على الخبز الكافي لأن الجنود وأمهات (قتلى النظام) والضابطة المسؤولة والأشخاص المدعومين، يحصلون على النصيب الأوفر، بينما ينفذ الخبز أو يتعطل الفرن قبل حصول من تبقى على الأرغفة المستديرة، ما يجعلهم يلجؤون للسوق السوداء التي تبيع ربطة الخبز بحدود 100 ليرة سورية.

ترك تعليق

التعليق