عملية "انتحارية" من أجل "سندويشة لبنة" وكاسة شاي "عِكِر"


داخل إحدى الملاجئ في الغوطة، حيث قضى فيه سكانه دون طعام لأكثر من عشرين ساعة متواصلة، وسط جوٍ تسوده المعاناة والجوع والخوف، لم تستطع "بيان" وصديقاتها داخل الملجأ أن يقفنَ مكتوفات الأيدي وهُنّ يرينَ ويسمعنَ أنين الجوعى من الأطفال الصغار.

تقول الآنسة "بيان" وهي إحدى المختصات بالتنمية المجتمية داخل الغوطة، إنها وصديقاتها شاركنَ في "عملية انتحارية"، حسب وصفها، حيث تطلبت تلك العملية اثنين من الشباب، قاموا بالمخاطرة وسط القصف المكثف من أجل إحضار 2 كيلو من الشعير بالإضافة إلى القليل من لبن المصفى.

وتضيف "بيان": "قمنا بإعداد الخبز والشاي العكر، ثم تحضير السندويشات وتوزيعها داخل الملجأ بالدرجة الأولى على الأطفال ثم على النساء ثم على كبار السن وهكذا".

وختمت "بيان" حديثها بالقول: "الله لا يوفق الطيار، ماخلانا نتهنى وسفقنا غارتين بينا وبينهم 100 متر".

قد يقول قائل أن هذا العمل هو من أبسط الأعمال التي من الممكن لأي شخص أن يفعلها، لكن يستحيل على شخص داخل ملاجئ الغوطة أن يقوم بهذا العمل الذي يمكن توصيفه بـ "الانتحار"، بسبب شدة القصف والاستهدافات المتعمدة للمدنيين.

ترك تعليق

التعليق