برسم "الحكومتين" وأهل الخير في إدلب.. رجل يعرض طفلته وكليته للبيع، فما هو السبب؟


صبيحة يوم الخميس، استفاق العديد من أهالي محافظة إدلب، وربما غيرهم ممن له صداقات إدلبية، في الموقع الأزرق، على خبر مفاجئ.

طار النوم من عيون البعض وهو يتصفح ما كتبه الرجل الذي يدعى "أبو صالح" حول عرضه طفلته الصغيرة الجميلة إضافة لكليته، للبيع.



وهذا ما أعاد للأذهان السؤال الخطير؛ هل وصل الحال في المناطق المحررة إلى هذه الدرجة؟، ترى ما هي درجة الحرمان التي يعيشها الآلاف ضمن مناطق الثورة في ظل أوجاع لا تعد ولا تحصى قوامها الفقر وقلة فرص العمل والقصف والنزوح؟!، وهي جميعها أمراض جاثمة تفتك بجسم المجتمع السوري الذي لايزال صامداً في أرض الأجداد.

أبو صالح لم يخف خلال حديثه لـ "اقتصاد" حاجته الماسة للمال. "أمي مريضة بداء السكري، حالتها سيئة جداً وهي بحاجة للعبور نحو تركيا لاستكمال علاجها في المشافي التركية".

يقول الرجل إنه جاد في عرضه الذي نشره عبر "فيسبوك". بينما انهالت التعليقات التي تدعو لأمه بالشفاء وللرجل بالفرج بعد الشدة. في حين تعرض أبو صالح للذم من قبل البعض، فكيف يبيع ابنته التي تعتبر فلذة الكبد؟!.. هنا يقول أبو صالح: "الضنا غالي ولكن الأم لا يمكن أن تعوض!!".

في إطار شرحه للأسباب التي جعلته يقدم على مثل هذا التصرف الصادم والمفاجئ، يوضح أبو صالح أنه استكمل كل الإجراءات والحلول لمعالجة والدته لكن دون جدوى.

"تقدمت إلى مشفى باب الهوى ومعي تحليلات لمرض أمي وكل الأوراق المعتمدة لتحويلها إلى تركيا. وبعد المراجعة ردت إلي الأوراق مع عدم الموافقة".

واطلع "اقتصاد" على جميع الأوراق الطبية التي قدمها أبو صالح لتحويل أمه إلى تركيا.

يعتقد البعض أن تصرف الرجل جاء كردة فعل يائسة على حالة أمه البائسة، والتي لا يستطيع في الوقت الحالي تقديم العلاج الملائم لها، لذلك لا يعتبر هؤلاء أن "أبو صالح" جاد في طرحه. لكن عرضه الغريب أتى ليشكل صدمة قوية في المجتمع. من يدري ربما يساعده أحدهم دون أن يضطر لبيع طفلته أو حتى كليته فالمجتمع لا تزال فيه بذرة الخيرة.

"اقتصاد" إذ يسلط الضوء على قضية "أبو صالح" يؤكد وجود مئات حالات الفقر الشديد في مجتمع المناطق المحررة، أحد أهم أسبابها عدم تولي الجهات المعنية بإدارة هذه المناطق، مسؤوليتها في تأمين فرص عمل للآلاف ممن يعتبرون تحت خط الفقر بدرجات.

كما يأمل "اقتصاد" من أهل الخير مساعدة هذا الشخص الذي يبدو وفقاً لشهادته وشهادة العديد من أقاربه، في حالة مزرية، علماً أنه في حال أراد إخراج والدته عبر الحدود التركية فلن تقل التكلفة عن 2000 دولار أمريكي.


ترك تعليق

التعليق