كيف أنعشت حركة النزوح الضخمة أسواق ريف إدلب؟
- بواسطة محمد كساح - خاص - اقتصاد --
- 13 شباط 2018 --
- 0 تعليقات
عادة ما يكون الحديث عن النزوح مليئاً بالسوداوية التي تلاحق النازحين كونهم أجبروا على هجر بيوتهم والفرار بعيداً، بحثاً عن أي مأوى، لكن في المقابل ينعكس هذا النزوح اقتصادياً على المنطقة التي تستقبل أكبر عدد من المدنيين، وهو ما يحدث في العديد من بلدات ومدن الريف الإدلبي عشية موجة النزوح الضخمة التي واكبت حملة النظام العسكرية على أرياف حماة وإدلب.
بدا السيد أبو سعيد منهمكاً في بيع ما يعرضه متجره الممتلئ عن آخره بالبضائع المختلفة. زحمة الزبائن شغلت هذا التاجر الذي قال لـ "اقتصاد" إنه لم يكن يستقبل في اليوم الواحد أكثر من عشرة زبائن، بخلاف ما يحصل الآن. ومع توافد مئات الأسر السراقبية النازحة إلى مدينة سرمين شرقي إدلب، "غدا المحل ممتلئاً بالبضاعة التي سرعان ما تتلقفها الأيدي لشرائها"، يعلق أبو سعيد.
في السوق الرئيسي لسرمين تمكن التجار من حشد أكبر قدر من البضائع والسلع الغذائية إضافة للخضراوات والفاكهة، بينما توزعت - على خلاف العادة - بسطات الخبز بالعشرات من أول السوق إلى آخر مكان فيه.
أحد الزبائن النازحين اشترى كمية لابأس بها من البندورة والباذنجان والبطاطا. بائع الخضراوات قال لـ "اقتصاد" وهو يحاسب الزبون، "الوضع كما ترى، هناك حركة تجارية ملاحظة في سرمين، نتيجة كثافة أعداد اللاجئين الذين توافدوا إلينا من مناطق مختلفة منذ بدء الحملة العسكرية على إدلب".
يبدو الوضع مشابهاً في البلدات الأخرى التي شهدت توافد النازحين، مثل تلك التي تقع في سهل الروج. ويقول تجار من داخل بلدات بسليا والشيخ سعيد، إن حركة بيع وشراء البضائع لا تهدأ وبالأخص على الاحتياجات الضرورية.
تاجر الغذائيات "أبو عبدو" قال لـ "اقتصاد" مشيراً إلى متجره الممتلئ بمختلف البضائع، "يكثر الطلب على السكر والرز والزيت والخضراوات كالبصل والبطاطا والباذنجان". يتابع أبو عبدو: "نبيع بكثرة كل ما يلزم النازحين لتحضير وجبات غير مكلفة وكافية لأعدادهم الكبيرة".
الحركة الاقتصادية في المدن الحدودية الشمالية مثل سرمدا والدانا - التي تعتبر لسنوات عديدة مقصداً للنازحين من جميع المناطق المتأزمة في الشمال السوري - في أوجها، نظراً للأعداد المتزايدة التي تستقر فيها إضافة لكونها الأكثر أمناً في المنطقة المحررة شمالي البلاد.
من تلك المنطقة يتحدث "صفوان السيد يوسف" لـ "اقتصاد" مؤكداً أن البلدات الحدودية شهدت ازدهاراً اقتصادياً ملحوظاً، وخاصة تجارة العقارات التي واكبها ارتفاع في الايجارات. كما أن الإقبال على المواد الغذائية واضح وملحوظ.
ازدادت - وفقاً لـ "يوسف" - ظاهرة عرض المقتنيات المنزلية المستعملة على الطرقات بكثرة وبأسعار زهيدة جداً، في محاولة من أصحابها للتخلص من كل ما هو زائد عن الحاجة القصوى وما يشكل عائقاً للخزن والتنقل.
إلى ذلك، ساهمت أسعار المواشي التي اصطحبها النازحون الجدد في انهيار أسعار اللحوم بشكل كبير.
ويختم يوسف بالقول: "باختصار.. أصحاب البيوت والمحلات المعروضة للبيع أو الإيجار هم الرابح الأكبر من كل المعارك وحالات النزوح المتكررة".
التعليق