في ظل الحرب الحالية.. كيف تحصل عفرين على البضائع والمحروقات والسلاح؟


أدت عملية (غصن الزيتون) التي أطلقتها تركيا مؤخراً إلى إغلاق طرقات كانتون عفرين الذي يخضع لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية". فهل تعيش هذه المنطقة الممتدة على مساحة تقدر بـ 4 آلاف كيلو متراً في حصار خانق؟

قبل الإجابة على هذا السؤال تجدر الإشارة إلى أن عفرين كانت تعتبر صلة الوصل بين منطقتين تحت سيطرة المعارضة هما ريف حلب الشمالي الذي تحرر ضمن معركة درع الفرات ومحافظة إدلب التي تقع تحت سيطرة فصائل إسلامية وأخرى تابعة للجيش الحر.

وكانت البضائع والسلع المختلفة إضافة للمحروقات تمر من درع الفرات عبر معبر اعزاز - عفرين لتتقاضى الأخيرة رسوماً محددة لقاء تمرير هذه المنتجات إلى محافظة إدلب عبر معبر عفرين - دارة عزة. لكن ومع انطلاق معركة غصن الزيتون التي يهدف من خلالها الأتراك إلى السيطرة على عفرين، أُغلق هذان المعبران. فهل غدت عفرين محاصرة؟

المعلومات المؤكدة تفيد أن عفرين لا تقع تحت أي حصار. فكل شيء يدخل عبر معبر ماير الذي يصل عفرين بمنطقتي نبل والزهراء التابعتين للنظام.

مصادر متطابقة قالت لـ "اقتصاد" إن مختلف السلع والبضائع والمحروقات وحتى الأسلحة والذخائر والتعزيزات العسكرية تدخل من هذا المعبر باتجاه عفرين.

في المقابل يصعب الحصول على معلومات مؤكدة حول المصدر الرئيسي لكل ما يدخل إلى عفرين.

مصادرنا تحدثت عن تجار ضمن مناطق النظام ومناطق الإدارة الذاتية الكردية يعملون على تمرير الأسلحة والذخائر والبضائع من هذه المناطق إلى معبر ماير بموافقة من النظام وإيران وحتى الروس.

وعلى الطريق بين منبج وعفرين المار بمناطق سيطرة النظام توجد حواجز تحت إشراف روسيا إضافة لحواجز أخرى تابعة لإيران التي تتواجد بشكل خاص في حندرات ومحيط نبل.

المحروقات وفقاً لمصادرنا تأتي من مناطق سيطرة الأكراد حيث يسيطر هؤلاء على معظم حقول النفط في سوريا، لتمر من منبج عبر نفس الطريق إلى عفرين. وهنا تجدر الإشارة إلى أن طريق منبج - جرابلس لا يزال مفتوحاً وتمر من خلاله المحروقات بأنواعها إلى مناطق المعارضة في درع الفرات.

بخصوص الأسلحة والذخيرة تحدثت مصادر لـ "اقتصاد" عن حصول الأكراد في عفرين عليها من قبل النظام، وإن كان الأمر يخلو من تأكيدات حيث لا يمكن الحصول على معلومات موثوقة حول الموضوع. لكن من المؤكد أن التعزيزات العسكرية التي يرسلها الأكراد من منبج باتجاه عفرين تمر عبر نفس الطريق بموافقة النظام.

أخيراً، يتقاضى حاجز نبل رسوماً معينة (لم نتمكن من الحصول على معلومات حولها) بنسبة من قيمة البضاعة لقاء تمرير البضائع إلى داخل عفرين.

ترك تعليق

التعليق