أدرت على أصحابها إيرادات مالية جيدة.. تجربتان لمشاريع صغيرة ناجحة في درعا


على الرغم من الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشها الأهالي في المناطق المحررة في درعا، إلا أن ذلك لم يقف عائقاً أمام بعض الأشخاص، في إيجاد بعض المشاريع الصغيرة المدرة للدخل، وذلك من خلال إيجاد حلول مقبولة للمصاعب التي واجهتم، ما أسهم في تأمين العديد من فرص العمل وتحسين الواقع المعيشي لبعض الأسر. 

ويشير الستيني "أبو سامر" إلى أنه رجل متقاعد يتقاضى نحو 35 ألف ليرة سورية، إضافة إلى أنه  يحصل على عشرين ألف ليرة سورية، أجرة محلين يؤجرهما جانب منزله، لكن هذا المبلغ لا يكفيه في هذه الظروف عدة أيام، سيما وأن لديه أربعة شباب جامعيين وكلهم توقفوا عن دراستهم بسبب الملاحقات الأمنية وعاطلون عن العمل.

وأضاف أن وضعه الاقتصادي بدأ يسوء منذ العام 2013، وفرص العمل أمام أولاده أصبحت تتضاءل، ففكر في مشروع صغير يدر عليه ولو ربحاً بسيطاً، يساعده في تأمين مصاريف أسرته اليومية على الأقل،  مشيراً إلى أنه استدان مبلغاً من المال، واشترى به خمسة أجهزة حاسوب، لاب توب ومولدة كهربائية، وبعض الطاولات. وافتتح صالة صغيرة للألعاب الالكترونية في مدينته.

 ولفت إلى أن مشروعه بدأ يلقى إقبالاً من قبل الأطفال والشباب الصغار، الأمر الذي شجعه على التوسع في مشروعه، ليشتري  مزيداً من أجهزة الحاسوب، وينزل عليها تطبيقات لألعاب شهيرة يحبها الأطفال، إضافة إلى تزويد محله بألعاب أخرى، مثل الفيشة والبلياردو، وبركن صغير لبيع البطاطا والبسكويت والعصائر، مشيراً إلى أنه كان يتقاضى عن كل ساعة لعب 150 ليرة سورية كأجرة.

 وأشار إلى أنه خلال عام ونصف، استطاع فتح محل لبيع الموبايلات والاكسسورات لاثنين من أولاده، بعد أن خضع أحدهم لدورة قصيرة في أعمال صيانة الموبايلات، موضحاً أن إدارة العمل أبقاها في يده، واستطاع بعد أن تحسنت أموره المالية، حل الكثير من المشكلات التي أسهمت في توفير بعض النفقات، والتخفيف منها، فمثلاً، استبدل المولدة الكهربائية بلوحات طاقة شمسية، فتخلص بذلك من صرفيات المحروقات اليومية التي كانت تكلفه مبالغ كبيرة.

وأشار إلى أنه خلال العامين الماضيين، ساعد اثنين من أولاده مالياً في تأمين تكاليف الهجرة إلى خارج سوريا، حيث قدم لكل واحد منهما، أكثر من مليون ليرة سورية كمساعدة، على أن ترد هذه المبالغ فور حصولهم على عمل.

وأضاف أنه الآن بصدد فتح مشروع للنت الفضائي، حيث درسه جيداً مع أولاده، وهو يحتاج إلى أكثر من عشرة آلاف دولار مبدئياً، سيعمل على تأمينها من خلال بيع قطعة أرض، أو الاستدانة من أحد أقربائه المغتربين أو الشراكة معه، لافتاً إلى أن بلدته بحاجة ماسة لمثل هذا المشروع، بعد أن ساءت تغطية النت وتراجع مستواها مؤخراً.

ولفت إلى أن هذا المشروع، يعد من المشروعات المطلوبة في الوقت الحاضر، معبراً عن اعتقاده بأن هذا المشروع، يعتبر من المشاريع الرابحة، وأنه سيحقق دخلاً جيداً حسب تجارب الآخرين في القرى والبلدات المجاورة.

وهو ما أكده "جهاد العبدالله"، 30 عاماً، وهو جامعي يحمل إجازة في الفيزياء ولم يعمل بها، لكنه استطاع خلال عامين أن يكوّن مبلغاً محترماً من المال، من خلال مشروع للنت الفضائي افتتحه في بلدته.

ولفت إلى أن المشروع اشترك في تمويله ثلاثة أشخاص، وكلف أكثر من 15 ألف دولار، لكن المشروع الذي تم إطلاقه قبل ثلاثة أعوام، أصبح يملكه وحده، بعد أن سافر شريكاه العام الماضي.

وأضاف أنه وسع مشروعه هذا، ليشمل عدداً من القرى المجاورة، وذلك لتأمينها بتغطية النت، مبيناً أن مشاريع النت، تلقى اهتماماً كبيراً من الناس في المناطق المحررة، حيث أصبحت الوسيلة الوحيدة في التواصل بين الأهل والأقارب وأفراد الأسر الذين فرقتهم الحرب.

وقال إن بعض المواطنين، يضطرون إلى التنقل بين القرى من أجل الحصول على تغطية تمكنهم من التواصل مع ذويهم، في ظل غياب شركات الاتصالات، لافتاً إلى أن النت الفضائي، الذي يعتمد على التقاط تغطية دول الجوار، أسهم في حل مشكلات التواصل، وحقق أرباحاً مالية جيدة لأصحاب هذه المشاريع.

وأضاف أن بطاقات رصيد النت، يبيعها في محله الأساسي، ويوزع قسماً كبيراً منها على المحال التجارية في قريته، وذلك مقابل نسبة من أرباح المبيعات، يحصل عليها أصحاب المحلات التجارية، لافتاً إلى أن مشروعه أمّن عدة فرص عمل  لبعض الشباب في نطاق المشروع.

وأشار إلى أن سعر الرصيد يبدأ من 100 ليرة سورية، ويصل إلى 4500 ليرة سورية، موضحاً أن سعر الغيغا بايت، ولمدة شهر نحو 1200 ليرة سورية، فيما يبلغ الـ 2 غيغا بايت ولمدة شهر 2400 ليرة سورية، أما سعر الـ 4 غيغا بايت، ولمدة شهر فيبلغ   3500 ليرة سورية، والـ 5 غيغا بايت لمدة شهر 4500 ليرة سورية، لافتاً إلى أن هذه الأسعار منخفضة مقارنة مع سعر رصيد بطاقات النت في الأردن.

ترك تعليق

التعليق