"فلافل المعلم"... سلسلة مطاعم سورية تقدّم وجبات مجانية للفقراء والمحتاجين في صنعاء


في منطقة مكتظة بالعابرين وسط العاصمة اليمنية صنعاء، تنتشر محلات المعلم للفلافل التي يديرها المستثمر ورجل الأعمال السوري "أيمن سيف". وتحولت هذه المحلات، بعد أشهر قليلة من تأسيسها، إلى معلم سياحي واقتصادي في المدينة، التي تشهد حرباً منذ زهاء ثلاثة أعوام، ولكن ذلك لم يقف عائقاً أمام تحقيق طموحات سيف الذي أنشأ أيضاً سلسلة من المحال التجارية ومعامل تصنيع المكسرات وباتت منتوجاته ماركة مسجلة يصدرها إلى دول عدة.

لم يتخيل سيف الذي ينتمي لعائلة دمشقية اشتهرت في مجال المكسرات والاستيراد والتصدير، قبل عشر سنوات، أنه سيقوم برحلة إلى اليمن ستغير مسار حياته ويصبح من رجال الأعمال المشهورين فيها. فأنشأ في البداية محلاً متواضعاً للمحمصات في صنعاء، وعمل لفترة قصيرة في تجارة البقوليات كالفول والفاصوليا، وتحول فيما بعد إلى مستثمر يدير مشروعاً كبيراً في مجال المطاعم، ويقدم وجبات للمحتاجين بمعدل أكثر من 350 سندويشة يومياً حتى أصبح حديث اليمنيين ووسائل إعلامهم.


ودأب سيف إضافة إلى ذلك -كما يروي لـ"اقتصاد"- على التعاون مع الجمعيات والمنظمات الخيرية التي تعمل على توصيل وجبات غذائية إلى الأسر المحتاجة في عدد من أحياء صنعاء، وأردف سيف أن مبادرته هذه تأتي بدافع إنساني وأخلاقي تجاه البلد الذي احتضنه منذ سنوات ووجد فيه وطناً ثانياً أكثر أمناً من وطنه الأصلي الذي تمزقه الحرب الآن، أضف إلى ذلك تمكن المستثمر القادم من دمشق من تدريب أكثر من 130 عاملاً في مجال المهنة من مرحلة الصفر أصبحوا يمتلكون الآن خبرات كبيرة على مر هذه السنوات، مضيفاً أنه استطاع أن يغير قناعة العديد من الشبان اليمنيين بالكف عن تناول (القات) أو التدخين، وغيرها من السلوكيات الخاطئة باتجاه العمل والإنتاج وإعالة أسرهم.


وروى محدثنا أن فكرة إنشاء مطاعم المعلم للفلافل واتته عام 2015 في ظل الحرب التي يعانيها اليمن ونفذها إلى جانب مشاريع أخرى في أنحاء مختلفة من صنعاء كمعمل مكسرات ومعمل حلويات ومطاعم الشاورما ومحال بيع المكسرات.

 "السندويش مجاناً لمن كان جائعاً ولا يستطيع دفع الثمن وهذا من فضل الله"، لهذه العبارة المعلقة على أحد جدران مطاعم "المعلم" قصة يرويها مديره الشاب، حيث زادت بعد الحرب نسبة المحتاجين في اليمن، وكان ثمة طفل يمني يجلس أمام المطعم فالتقط فاتورة مستهلكة من الأرض وقام بإعطائها لموظف "الكاشير" طالباً منه سندويشة، وحينها أخذ سيف منه الفاتورة وقدم له وجبة مجانية بعد تقديم النصح له ومن هنا –كما يقول- اتخذ قراراً بتقديم وجبات مجانية لمحتاجيها.


 ولفت المستثمر الدمشقي إلى أنه لم يقصد من خلال مشاريعه الربح المادي بل كان هدفه زرع السعادة والابتسامة في قلوب الناس وتقديم الوجبات بأقل لأسعار لإرضاء الزبائن مع الاكتفاء بهامش ربح بسيط.

 ومثل غيره من المستثمرين في اليمن الذي يعاني من ضائقة اقتصادية وظروف حرب عانى المستثمر السوري "أيمن سيف" الكثير من العراقيل كتقلب أسعار الريال اليمني وشح المشتقات النفطية وانعدام الكهرباء، ونقص في المواد الأولية، ولكنه-حسب قوله- تمكن من التغلب عليها وتجاوزها.


ترك تعليق

التعليق