معارك إدلب تلهب أسعار البنزين.. والنظامي العفريني مفقود في الأسواق


سجل سعر مادة البنزين النظامي صعوداً بنسبة تفوق 20 بالمائة في محافظة إدلب، حيث يتوقع تجار من المنطقة تواصل ارتفاع سعر هذه المادة الضرورية عقب توقف دخولها من معبر مورك بريف حماة، على ضوء تصاعد العمليات العسكرية شمالي سوريا.

وبحسب تجار وسكان تحدثوا لـ "اقتصاد" من محافظة إدلب، يباع اللتر الواحد من البنزين النظامي بسعر يتراوح بين 500 و 550 ليرة سورية بعد أن كان السعر الثابت لا يتعدى الـ 400 ليرة.

ووفقاً لمصادر عديدة لا يدخل البنزين من معبر مورك لليوم الثالي على التوالي، وذلك جراء تخوف أصحاب الصهاريج من الخطر المحدق على الطريق الدولي دمشق – حلب، الذي يعتبر طريقاً استراتيجياً لإدلب، ويتعرض منذ أسابيع للاستهداف من مقاتلات النظام والروس الحربية.

"وليد أبو عبدو" تاجر محروقات في إدلب قال لـ "اقتصاد": "الطيران يحلق بشكل متواصل في سماء المحافظة وهذا أدى لتخوف سائقي سيارات البنزين من خطر الاستهداف".

وتابع: "لا يمكن لأحدنا أن يملأ سيارته بمادة البنزين وهي مادة سريعة الاشتعال ثم يسير بها عشرات الكيلومترات على الطريق الدولي متعرضاً للاستهداف في أي وقت".

تاجر آخر أكد صحة هذه المعلومات مشيراً في تصريح لـ "اقتصاد" إلى أن معبر مورك لا يزال مفتوحاً لكن التجار ونتيجة للخوف من المعارك لا يجرؤون على شراء البنزين، وهذا ما سيجعل سعر المادة معرضاً للارتفاع بشكل حتمي كون المصدر الوحيد لما يباع الآن من البنزين هو مخازن التجار الكبار الذين بدؤوا في التحكم بالأسعار.

الأسعار في أسواق الجملة سجلت صعوداً كبيراً للبنزين بأنواعه المختلفة مع فقدان بعض الأصناف والطلب الكبير المتزامن مع قلة العرض.

في سوقي معارة وكفر حلب، سجل برميل البنزين المفلتر (رميلان أبيض) 66000 ليرة بمعدل 330 ليرة لليتر الواحد، في حين يباع ليتر البزين النظامي الحموي بـ 390 ليرة، أما البنزين النظامي العفريني فلا يوجد في الأسواق.

ارتقاع سعر البنزين النظامي سيشكل أزمة كبيرة في إدلب التي تضم قرابة 3 ملايين نسمة بالأخص في حال اشتدت المعارك على المنطقة وأُغلق الطريق الدولي المؤدي إلى مورك، وربما سيجد البعض بديلاً بالبنزين المكرر يدوياً، والذي يباع بـ 300 ليرة، لكن الكثير من السكان يشتكون من خطورة هذا الصنف على الآليات نظراً لامتلائه بشوائب ومواد أخرى.

يشار إلى أن إدلب تشهد منذ أسابيع أكبر حملة عسكرية شنها النظام والميليشات الإيرانية بمؤازرة ضخمة من سلاح الجو الروسي حيث أضحت مساحة ممتدة من ريف حماة مروراً بريفي إدلب الجنوبي والشرقي وانتهاء بريف حلب الجنوبي وتقدر بأكثر من 2500 كيلو متر تحت سيطرة النظام الذي سعى جاهداً للسيطرة على مطار أبو الظهور العسكري شرقي سكة الحجاز، حيث أصبح قريباً من الطريق الأهم وهو أوتستراد دمشق – حلب، الذي يمر بأغب المدن الإدلبية الكبرى.

ترك تعليق

التعليق