أغنية "قيامة أرطغرل" الشهيرة تحفزه.. سوريّ يبدع في صناعة السيوف


لم يكن مشهد "ديلي ديمير" وهو يطرق الحديد بمطرقته الفولاذية ويصيح "الحي هو الله"، محولاً القطعة التي بين يديه إلى سيف حاد في المسلسل الشهير "قيامة أرطغرل"، مشهداً عادياً بالنسبة للفنان "حسن الحمود"، ابن مدينة جرابلس المهوس بصناعة السيوف منذ صغره، بل كان محفزاً له للخوض أكثر في هذه الحرفة بعد أن منعته الظروف من ممارستها.

تخرج " حسن الحمود"، 25 عاماً، من معهد الفنون التطبيقية والتشكيلية بدمشق أواخر العام 2014، وانتقل فور انتهاء الامتحان النهائي من دمشق إلى لبنان حيث كان من الصعب عليه العودة إلى جرابلس بسبب ضيق الأحوال في ظل سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على المدينة آنذاك.

"عملت في الإنشاءات والبناء ما يقارب سنتين ونصف، ورغم ذلك كنت أرجع من العمل لأتفرغ للرسم في الليل. رسمت عدة لوحات خلال تلك الفترة هي من أفضل لوحاتي"، يقول "الحمود" متحدثاً لـ "اقتصاد".

وهو يتابع: "وخلال هذه الفترة كنت أبحث عبر الانترنت عن صناعة السيوف وأسرارها، وقد جمعت معلومات لا بأس بها فقمت بصناعة أول سكين. نجحت إلى حدٍ ما".


باءت محاولات كثير لـ "الحمود" بالفشل، وهو يحاول صناعة سيف على الطراز العثماني أو الفارسي. "لم أكن متفرغاً لهذه الصناعة مطلقاً.. كنت أعود من العمل فأستغل الساعات في الليل لأنتج شيئاً"، أوضح قائلاً.

ومع تكراره للتجارب استطاع "الحمود" تحويل قطع الحديد بين يديه إلى سيوف مزخرفة على طرز مختلفة منها الدمشقي والقليج العثماني والشمشير الفارسي والكاتانا الياباني والأوروبي وغيرها.


لم تزد فترة التدريب التي واظب عليها محدثنا عن ستة أشهر دخل خلالها عالم السيوف واستطاع اكتشاف الكثير من أسرارها.

ولا تتوفر لدى "الحمود" الأدوات اللازمة للصناعة، فيقوم بصناعتها. ولا تخلو هذه المهنة من المخاطر والمتاعب حيث الحروق والتعامل مع الأدوات الحادة يستلزم الحذر والانتباه الدائمين.


"أحب هذه المهنة كثيراً وأتعامل مع السيف كما لو كان ولدي. رغم أنها لم تعد علي إلى الآن بالمردود المطلوب، إلا أنني مثابر عليها حتى يشاء الله وأبلغ مرادي".

تُطلب السيوف الآن للزينة بعد أن كانت قديماً تستخدم في الحروب، ولكن رغم كل التطور بالأسلحة فلا يزال الحب للسيف قائماً.


 يعمل "الحمود" على صناعة السيف حسب الطلب ويبدأ سعر الواحد من ٣٠٠ دولار، حسب حجم التكلفة والجهد الذي يبذله، ويزيد الطلب في لبنان على سيوف الكاتانا أو الساموراي اليابانية. بينما يفضل صانعها السيوف الدمشقية والعثمانية.

وتعتبر الأدوات التي يستخدمها بالنسبة لصنّاع سيوف، بدائية، وهو الأمر الذي يزيد من عناء الصناعة أكثر، في حين أن الآلات الحديثة باهظة الثمن، وليس لديه القدرة على شرائها.

وفي نهاية حديثه قال "الحمود": "رغم أنني مبتدئ بهذا المجال، ولكن لم أتعلم عند أستاذ ولم أرث المهنة عن أحد، وعندي تطلع كبير يقودني إلى التقدم في هذا المجال".

ترك تعليق

التعليق