أمطار درعا تحسن مزاج الفلاحين.. ولكن إلى حين


حسنت الأمطار الهاطلة على محافظة درعا خلال الأيام القليلة  الماضية من المزاج العام للفلاحين، وبعثت الأمل بالنفوس من جديد, وذلك بعد أن سادت حالة من الخوف بين المزارعين، من أن يؤدي الانحباس الطويل للأمطار، إلى تراجع كبير في المساحات الزراعية المقررة هذا العام.

وأشار المهندس الزراعي صلاح الدين المحمود، إلى أن نسبة الهطل المطري منذ بداية هذا العام، كانت قليلة مقارنة مع العام الماضي، ما تسبب بتراجع الإقبال على زراعة المحاصيل الحقلية خلال الفترة المثالية لزراعتها، والتي تبدأ عادة مع تباشير الهطل المطري الأولى، منتصف شهر كانون أول.   

وأضاف بأن قلة الأمطار إن استمرت على هذا الحال ستنعكس سلباً ليس فقط على الزراعات الحقلية الشتوية كالقمح والشعير، الذي بدا التراجع واضحاً بالإقبال على زراعتها، بل أيضاً على كامل القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني في محافظة درعا، التي تعاني من شح كبير بالمياه.

لكنه عقّب: "إنه من المبكر الحكم على نجاح الموسم أو فشله في هذا الوقت، إذ مازالت إمكانية تساقط الأمطار كبيرة سيما وأن فصل  الشتاء مازال في بدايته".

ولفت إلى أن "شح الأمطار والاستنزاف الجائر لمصادر المياه خلال السنوات السابقة، تسبب بخروج معظم سدود المحافظة، ومئات الآبار من الخدمة، ما أثر بشكل كبير على الإنتاج الزراعي كماً ونوعاً ويباس حقول واسعة من الأشجار المثمرة كالزيتون والكرمة، التي انخفض إنتاجهما إلى أقل من 20 بالمئة، مقارنة مع أعوام ما قبل الثورة".

وأضاف أن قلة الأمطار وتأخرها، تسبب أيضاً بتأخر نمو النباتات الرعوية، التي يعتمد عليها مربو الثروة الحيوانية في مثل هذه  الأوقات من السنة، في توفير بعض المال من خلال تخفيف العليقة العلفية، التي تقدم للأبقار والأغنام.

وأشار إلى أن عدم توفر النباتات الرعوية في مثل هذا الوقت من العام، سيجبر أصحاب الأغنام والأبقار على مواصلة تقديم العليقة العلفية، ما يعني تفاقم الخسائر المادية المترتبة على أصحاب الأبقار والأغنام، موضحاً أن سعر طن التبن يصل إلى 60 ألف ليرة سورية، فيما يصل سعر طن العلف إلى أكثر من 165 ألف ليرة سورية.

ويشير أبو عماد السليم، 55 عاماً، وهو مربي ثروة حيوانية، ويملك مئة رأس من الأغنام، إلى أن وضع القطيع ليس كما يجب،  لعدم توفر المراعى والنباتات الرعوية في مثل هذا الوقت من السنة، لافتاً إلى أنه اضطر إلى بيع بعض الأغنام، ليستطيع تأمين ثمن علف للقطيع.

وأضاف أنه في الأعوام الخيّرة التي تسقط فيها كميات من الأمطار في مواعيدها، لا يضطر لهذا الأمر، مشيراً إلى أن فترة الربيع وتوفر المراعي هي فترة توفير كبيرة لأصحاب "الحلال"، ففيها تسمن الخراف والعجول، وتقل المصاريف والنفقات المدفوعة ثمناً للعليقة العلفية.

ضرار الأحمد، وهو لحام، أكد أن قلة الأمطار تدفع أصحاب الثروة الحيوانية إلى بيع الخراف والعجول، لعدم قدرتهم على تأمين طعام لها، لافتاً إلى أن الأسعار تشهد في مثل هذه الظروف، انخفاضاً واضحاً، وينزل سعر الخراف والنعاج إلى ما بين خمسة آلاف و7 آلاف ليرة، وذلك حسب الوزن.

وأشار إلى أنه "رغم عدم وجود رقابة تلزم اللحامين بتسعيرة محددة، إلا أن أسعار اللحوم تنخفض أيضاً ما بين 100 و200 ليرة سورية للكغ الواحد".

فيما أكد عمر غانم،  53 عاماً، أنه زرع أرضه واتكل على الله، لافتاً إلى أنه زرع نحو عشرين دونماً بالقمح، وأنه سيتحمل كل نفقات الحراث والبذار.

وأشار إلى أن أجرة حراثة الدونم على الجرار الزراعي تقارب 1800 ليرة سورية، وسعر الكيلو غرام من القمح المخصص للبذار ما بين 175 و 200 ليرة سورية، فيما يبلغ سعر الكغ من الشعير ما بين 160 و 175 ليرة سورية.

وأضاف أن "الأمطار الهاطلة خلال الأيام القليلة الماضية، حسنت من المزاج العام للفلاحين، وأعطتهم أملا كبيراً بتحسن بعض الزراعات لاسيما الحقلية منها".

من جهته قال محمود الخالد، 52 عاماً، وهو مزارع، أنه سيريح أرضه هذا العام ويتركها بوراً، لافتاً إلى أنه لم يعد لديه القدرة على تحمل المزيد من الخسائر، بعد خسائره في الأعوام السابقة.

وأشار إلى أن الأوضاع الأمنية، وعدم قدرته على تصريف إنتاجه من الخضار خلال العام الماضي، كبدته خسائر نحو مليون ليرة سورية، عدا عن تعبه وتعب أسرته، موضحاً أنه سيكتفي هذا العام بزراعة بعض المساحات الصغيرة بالخضار، وستكون فقط للاستهلاك المنزلي.

يشار إلى أن الخطة الزراعية المقررة في محافظة درعا للموسم 2017- 2018، وفق مصادر مديرية زراعة درعا التابعة للنظام، تشمل زراعة نحو 81 ألف و 500 هكتار بالقمح بنوعيه البعل والمروي، و29 ألف و 500 هكتار بالشعير، وأكثر من 22 ألف هكتار بالحمص، بلغت نسبة التنفيذ فيها 72 بالمئة للشعير و60 بالمئة للقمح البعل، فيما أشارت مصادر المعارضة إلى أن المساحات المقررة في المحافظة لزراعة القمح نحو 30 ألف هكتار.

ترك تعليق

التعليق