ضمت سوريين وعراقيين.. تظاهرة ضد تعليق "لم الشمل" لحاملي الحماية الثانوية بألمانيا


تظاهر المئات من اللاجئين السوريين والعراقيين وسط العاصمة الألمانية برلين، أمس السبت، مطالبين الحكومة المزمع تشكيلها الأسبوع القادم والأحزاب الألمانية بالوفاء بالتزامها بفتح لم الشمل لأصحاب الحماية الثانوية.

 وكانت الحكومة الألمانية قد أصدرت قراراً بتعليق لم الشمل للاجئين الذين حصلوا على الحماية الثانوية ممن صدرت إقاماتهم بعد 17-3-2016.

وينتهي تعليق لم الشمل في منتصف آذار القادم. وتطالب بعض الفعاليات السياسية الألمانية بتمديده، الأمر الذي تظاهر ضده سوريون وعراقيون يعانون من هذه الإشكالية.

ولم تمنع برودة الطقس من حضور المئات من اللاجئين إلى مكان التظاهر وسط برلين، الذي تم الاتفاق عليه والحصول على ترخيص مسبق لإقامة المناسبة فيه، وفق ما أفاد به في حديث خاص لـ "اقتصاد"، تيسير الحسين، أحد المنظمين للمناسبة والمشرفين عليها.

تيسير، يعمل في أحد مراكز استقبال اللاجئين، وهو أحد المهتمين والمتابعين لشؤونهم في ألمانيا، قال لـ "اقتصاد"، إن تظاهرة أمس السبت، تأتي تأكيداً لتظاهرات سابقة وتصب جميعها في غاية واحدة وهي توجيه رسالة علنية وواضحة من أصحاب الحق في لم الشمل المحرومين من عائلاتهم، إلى الأحزاب الألمانية كافة، وتنبيهها بضرورة النظر والوقوف على مطالبهم المحقة بالعيش مع عائلاتهم، والتي كفلها لهم الدستور والقوانين الألمانية. ومن أهداف التظاهرة، حسب تيسير، المطالبة بإبعاد اللاجئين وقضاياهم عن التجاذبات والصراعات السياسية الحاصلة في البلاد، وعدم اعتبار لم الشمل مشكلة، وإنما حق أساسي لا يمكن الاستغناء عنه أو التفريط فيه.

تظاهرة أمس السبت، سارت لمسافة 2 كلم، وحمل المشاركون فيها لافتات تطالب بلم الشمل باللغات الألمانية والانكليزية والعربية، ووقفت في أربع محطات بحضور بعض وسائل الإعلام المحلية، ونجحت في استقطاب الكثير من المتعاطفين الألمان من أعضاء منظمات وجمعيات المجتمع المدني ومواطنين عاديين، أكدوا جميعهم وقوفهم مع حق لم الشمل والضغط على الأحزاب الألمانية المشكلة للحكومة للسير بهذا الاتجاه في جلسة البرلمان، الأسبوع القادم.





ويقدّر تيسير الحسين، عدد الأشخاص الذين هم خارج ألمانيا و ينتظرون لم شملهم من قبل أقربائهم بحوالي 50 ألف شخص، يشكل السوريون النسبة الأكبر منهم، ويقدرون بحوالي 35 ألف شخص، بات مصيرهم جميعاً رهن اتفاق الأحزاب الألمانية التي تتباين مواقفها من قضية لم الشمل.

وبحسب تيسير، المطلع على مجريات تلك القضية، فإن كل من الحزب الاشتراكي والتحالف المسيحي الذي تقوده المستشارة الألمانية أنغيلا ميركيل، يتجهان نحو فتح لم الشمل مجدداً في أواخر شهر تموز من هذا العام بشرط تقييده بألف فيزا شهرياً، كاتفاق مبدأي بين الحزبين تم إقراره قبل أيام.

فيما يقف كل من حزب الخضر والحزب اليساري مع فتح لم الشمل في منتصف آذار كما هو مقرر. في المقابل، يرى الحزب الليبرالي والذي يطلق عليه في ألمانيا اسم حزب الأغنياء، ضرورة تمديد لم الشمل لمدة سنتين وتوسيع إطاره ليشمل أكبر عدد من أصحاب الحماية الثانوية ممن حقق الاندماج في المجتمع من خلال العمل أو دخول مجالات التدريب المهني (الأوسبلدونغ).

أما بالنسبة للأحزاب اليمينية كالحزب البديل، فهي تقف موقفاً سلبياً من قضية لم الشمل وتتبع سياسة مناهضة للاجئين.

وتعتبر الحماية الفرعية أو الثانوية في ألمانيا، وضعاً قانونياً خاصاً، لايعطي حاملها صفة اللاجئ، ويحصل بموجبها الشخص على إقامة لمدة سنة قابلة للتجديد لسنتين إضافيتين في كل مرة، قد تمكنه بعدها من الحصول على إقامة لمدة خمس سنوات، إضافة للحق في حضور دورات الاندماج واللغة والعمل في ألمانيا وغيرها من الحقوق باستثناء لم شمل الأسرة.

وحصل عدد كبير من اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى ألمانيا بعد عام 2015، على الحماية الثانوية (الفرعية)، وذلك وفق مزاجية المحاكم المختصة بقضايا اللجوء دون تحديد معيار ثابت لذلك، الأمر الذي دفع الكثير من اللاجئين لتقديم الاعتراضات والطعون والتي غالباً ما تأخذ وقتاً طويلاً للبت فيها.

ترك تعليق

التعليق