"غصن الزيتون".. عسكرية شمال حلب، واقتصادية بريف حماة


قبل أن تعلن تركيا عن بدء معركة "غصن الزيتون" في عفرين، شمال غرب حلب، بدأ تجار الأزمات وضعاف النفوس باحتكار مادة المازوت في ريف حماة، والتلاعب في الأسعار بين تاجر وآخر، دون رقيب.

مادة المازوت والتي تعد من أهم احتياجات المدنيين في المناطق المحررة عامة، وخاصة في فصل الشتاء، كون معظم المدنيين يلجؤون إليها من أجل التدفئة، تصل المناطق المحررة قادمة من مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة الملشيات الكردية والتي قامت بإغلاق الطريق المؤدي للمناطق المحررة، انتقاماً من فصائل المعارضة السورية المشاركة في المعارك ضدها.

"ملهم"، أحد المدنيين في ريف حماة تحدث لـ "اقتصاد" قائلاً: "سعر مادة المازوت ارتفع 50 بالمئة، ما أن أُعلن عن معركة عفرين، صحيح أن الطريق تم إغلاقه ولكن الغلاء سببه تجار الأزمات حيث أن المناطق المحررة تملك من المازوت ما يكفيها لشهور، وما يجري حالياً عاشته المنطقة في وقت سابق خلال معارك مع تنظيم الدولة الإسلامية".

وأضاف ملهم: "ارتفاع سعر المازوت في هذه الأيام يزيد الأعباء على المدنيين هنا، إذ تشهد المنطقة موجة من البرد والصقيع ونزوح عشرات الآلاف من المدنيين إلى العراء. والمازوت ليس فقط للتدفئة وإنما للتنقل والمولدات الكهربائية".

بدوره، "أبو أمجد"، أحد تجار المازوت بريف حماة، قال: "إن سبب ارتفاع سعر مادة المازوت هو إغلاق الملشيات الكردية لطريق عفرين والذي يعد الطَّريق الوحيد لدخول المحروقات إلى المناطق المحررة من المناطق الشرقية كالرَّقة ودير الزور".

وأضاف أبو أمجد: "إضافة لإغلاق الطريق هناك بعض التجار في الشمال السوري يتحملون مسؤولية كبيرة في ارتفاع أسعار المحروقات، والتي وصل سعر البرميل منها إلى 60 ألف ليرة سورية، ولو أن هناك أجهزة رقابة أو تموين، ما وصل الأمر إلى هذه المرحلة".

تجار أزمات يقومون بجني أموال على حساب مدنيين نازحين يفترشون العراء متذرِّعين بقطع الطريق في مدينة عفرين، دون أي حساب من فصائل بلغ تعداد عناصرها الآلاف، ولا تستطيع أن تؤمن مادة المازوت لمن يعاني برودة الطَّقس والأجواء الماطرة، ولا يستطيع إيجاد ليتر مازوت يقي أطفاله برد الشتاء، بعد أن عجزت تلك الفصائل عن حمايتهم من قذائف الأعداء، حسب وصف شهود عيان من سكان المنطقة، تحدثوا لـ "اقتصاد".

ترك تعليق

التعليق