المعتمد وحواجز النظام.. يقاسمون المدرس راتبه في حماة


بعد أن كان المدرس يحصل على راتبه في مدرسته، لجأ نظام الأسد إلى تسليم رواتب المدرسين العاملين في المدارس التابعة له، عبر مديريات التربية في شتى المحافظات السورية الخاضعة لسيطرة قواته، ومدينة حماة وبعض ريفها كذلك.

يقوم كل مدرس يتبع لمديرية التريبة الخاضعة للنظام، بالذهاب إلى مدينة حماة لاستلام راتبه بيده، سواء كل شهر أو كل شهرين، ليعاني الأمرّين في الذهاب والإياب. فهو قد يخسر نصف الراتب للمعتمد إذا لم يحضر شخصياً، ناهيك عن الخوف من حواجز قوات الأسد وشبيحته، التي قد تسوقه إلى أقبيتها ومن ثم إلى صفوف "خيانة العلم"، حسب وصف مدرسين تحدث إليهم "اقتصاد".

"أبو محمد"، أحد المدرسين من ريف حماة، يقول: "مازالت المدرسة التي أدرس بها تابعة لحكومة النظام، واضطررت للبقاء فيها كوني لم أحصل على عمل في إحدى مدارس المعارضة، ولا يوجد لدي أي مصدر رزق سوى راتبي. أقوم كل شهر بالذهب إلى مدينة حماة أو كل شهرين حسب استطاعتي، لاستلام راتبي والذي يقدر بحوالي 35 ألف ليرة سورية".

ويضيف أبو محمد: "أذهب بالدراجة النارية وأصطحب معي إحدى فتياتي، كي لا تقوم حواجز قوات الأسد بتوقيفي وسلب مبلغ من المال على كل حاجز، ولدى وصولي إلى مدينة حماة يقوم المعتمد المخصص لتسليم الرواتب بقص مبلغ 15 ألف ليرة سورية من راتبي تحت تهديد بتحويلي لفرع الأمن، للتأكد من أنني لست في سن الاحتياط أو يوجد بجانب اسمي أي إشكال أمني، لذا أفضل الدفع له على أن أذهب إلى الفرع لأدخل في أسئلة وأجوبة لا طاقة لي بها".

ونوه "أبو محمد": "المعتمد يقوم بسرقة المدرسين علناً على مرأى الجميع ولكن دون رقيب أو عتيد، ويطرح عرضاً على المدرسين، إذا كنتم لا تستطيعون الحضور شهرياً أنا أرسل لكم رواتبكم ولكن كل شخص عليه دفع مبلغ 15 - 20 ألف ليرة سورية، وهذا ما لجأ إليه الكثيرون، كونه أرخص التكاليف مقارنة بحواجز الأسد وإيجار السيارة التي تبلغ تكلفة الذهاب والإياب بواسطتها، إلى مدينة حماة، 14 ألف ليرة سورية".

من جهته، "علي"، مدرس تربية دينية في إحدى بلدات غرب حماة، قال: "لو أنني أقوم بترك الراتب خير لي من استلامه، حيث أني أقوم بالمرور على 5 حواجز لقوات الأسد، وكل حاجز يريد مني 1000 ليرة سورية، لأن عمري تحت سن الاحتياط، ولدى وصولي إلى المعتمد يقوم بتوجيه اتهامات لنا بأننا نتعامل مع الإرهاب ويهددنا بالفصل التعسفي في كل مرة أذهب بها إلى حماة، ومن يريد إسكاته يدفع له".

وأضاف "علي": "كما أنني أقوم بدفع مبلغ 12 ألف ليرة سورية للسيارة التي آتي بها من بلدتي لمدينة حماة ومن ثم أعود، وصراحة، كل مرة أستلم بها معاشي الشهري أفكر بأنها ربما تكون الأخيرة".

وهكذا باتت الوظيفة الحكومية، وراتبها الهزيل، مصدر ابتزاز من جانب شبيحة الأسد وموظفين مرتشين في الدوائر الخاضعة لسيطرته، لتبقى فئة من المدرسين في أرياف حماة، بين ناري الابتزاز والراتب الهزيل، والفاقة وانعدام فرص العمل.


ترك تعليق

التعليق